القدس المحتلة - أ ف ب - اعرب ممثلون عن الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة امس عن استيائهم ورفضهم للإجراءات الإسرائيلية التي تضع القيود على ابناء الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه وتمنعهم من ممارسة حريتهم الدينية. وتحدث ممثلو الكنائس في مؤتمر صحافي في فندق الامبسادور في مدينة القدس عما يواجهه المصلون في «أسبوع الآلام». وقال مطران الأرمن اريس شيرفاريان: «ان الاسرائيليين يتذرعون بالأمن ليمنعوا وصول ابناء الكنائس والحجاج الى كنيسة القيامة خلال فترة الأعياد (الفصح)». وتابع: «نرفض المضايقات التي تنتج عن الحواجز التي تنصبها الشرطة الاسرائيلية»، موضحاً: «في كل عام، يتم حرمان عدد كبير من المصلين من الوصول الى كنيسة القيامة للصلاة واداء شعائرهم الدينية والدخول الى الكنيسة من الشرطة» الإسرائيلية. وتقوم الشرطة الاسرائيلية في «اسبوع الآلام» بوضع المتاريس على مداخل المدينة وعلى الطرق المؤدية الى كنيسة القيامة وعند مداخلها. كما تمنع الفلسطينيين في الضفة الغربية، مسيحيين ومسلمين، من الوصول الى القدس لأداء الشعائر الدينية إلا بتصريح مسبق. وتفرض حصاراً على قطاع غزة منذ سيطرة حركة «حماس» على القطاع عام 2007. وقال الاب الدكتور بيتر مدروس من بطريركية اللاتين: «يشهد التاريخ بأننا لم نلق مضايقات في أعيادنا منذ أزل التاريخ، لكن الكيان العبري يمعن في فرض مضايقات وعقبات امام المصلين للوصول الى كنيسة القيامة، بمن فيهم المسيحيون المقدسيون». وشدد «على رفضه الحصول على تصاريح للقدوم الى كنيسة القيامة التي تكون رهناً بمزاج الجندي الاسرائيلي على الحاجز»، مضيفاً: «لسنا بحاجة الى تصريح للدخول الى كنائسنا ومقدساتنا ووطننا». وقال الناطق باسم بطريركية الروم الارثوذكس الاب عيسى مصلح: «حاولت البطريركية بحسب البروتوكولات المعمول بها منذ سنوات، ان تتوصل الى حلول مع الشرطة الاسرائيلية بحيث لا يتم تقييد حرية تحرك المصلين ووصولهم»، لكن «للأسف لم نتمكن من تحقيق ما كنا نصبوا اليه». واكد «حرص البطريركية على الدفاع عن حقوق الجميع في الوصول الى اماكن عبادتهم بحرية، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة المقدسة ومحاولات السلطات فيها نزع مكونات هويتها الدينية وتغليب بعضها على الآخر». اما القس زاهي ناصر من الكنيسة الاسقفية، فأشار الى «ممارسات الاحتلال على الارض من حرمان للحريات والحقوق المكفولة دولياً»، وشبه الجدار الفاصل ب «جدار برلين الذي يفصل بين الأخ واخيه». وقال رئيس التجمع الوطني المسيحي ديمتري دلياني: «سنسير باصات الى مدينة القدس، خصوصاً يوم سبت النور حتى نمنع الاحتلال من الطغي على الاحتفالات الدينية في هذا العيد واليوم المبارك، ولن يثنينا قمع الاحتلال من القيام بواجبنا الديني والثقافي والوطني». واتهم «الحكومة الاسرائيلية بالعنصرية ضد كل ما هو غير يهودي».