برلين - ا ف ب- بأهدافه الأربعة عشر ومراوغاته الساحرة أصبح الجناح الهولندي الطائر اريين روبن ملك بافاريا الجديد، وبات في طريقه إلى أن يحلّ محل لاعب الوسط الدولي الفرنسي فرانك ريبيري كمعشوق جماهير النادي الأكثر تتويجاً في المانيا. ولا يقتصر التألق اللافت لروبن مع بايرن ميونيخ هذا الموسم، وتحديداً منذ انضمامه إلى صفوفه قادماً من ريال مدريد الاسباني في مقابل 24 مليون يورو، على الدوري المحلي الذي يتصدره بايرن ميونيخ بفارق نقطة واحدة امام شالكه، بل تعداه الى مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ يعود إليه الفضل في بلوغ النادي البافاري الدور ربع النهائي بتسجيله الهدف الثاني في مرمى فيورنتينا الإيطالي في إياب الدور ثمن النهائي في فلورنسا (2-1 ذهاباً في ميونيخ)، ومسابقة الكأس المحلية، إذ كان صاحب هدف الفوز على المضيف شالكه (1-صفر بعد التمديد) الأربعاء، وبالتالي تأهل بايرن ميونيخ الى المباراة النهائية. وعلى رغم مرور يومين على هدفه الرائع في مرمى شالكه، لا تزال صور روبن تحتكر الصفحات الرياضية للصحف الالمانية التي ترصد بالشرح والصورة مجهوده الرائع الذي اثمر هدف التأهل الى المباراة النهائية. وفرض التعادل السلبي نفسه في الوقت الاصلي من القمة الساخنة بين شالكه وبايرن ميونيخ فاحتكما الى التمديد، وفي الوقت الذي كان يبدو بان ركلات الترجيح ستكون الفاصل بينهما، سجل روبن هدف الفوز في الدقيقة 112 اثر مجهود فردي رائع من 70 متراً تخطى فيه أكثر من مدافع قبل أن يسدد الكرة في الزاوية البعيدة لمرمى شالكه. واعتبر رئيس بايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغه الهدف بأنه «الأفضل هذا العام» بينما تقارنه وسائل الاعلام الالمانية بانجازات النجمين الارجنتينيين دييغو ارماندو مارادونا وليونيل ميسي. وفرض روبن نفسه صاحب الاهداف الحاسمة للفريق البافاري الذي يلتقي غداً (السبت) مع شتوتغارت السابع في قمة نارية ضمن المرحلة التاسعة والعشرين. ففضلاً عن قيادته بايرن ميونيخ الى ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ سيلاقي مانشستر يونايتد الانكليزي، والى المباراة النهائية للكأس المحلية حيث سيلاقي فيردر بريمن في 15 ايار (مايو) المقبل، فهو ايضا قلب تخلف فريقه امام ضيفه فرايبورغ صفر-1 الى فوز 2-1 بتسجيله الهدفين في المرحلة السادسة والعشرين. وأشاد رئيس مجلس الإشراف على بايرن ميونيخ اولي هونيس بروبن وقال: «روبن لاعب من الطراز العالمي. بامكانه في اي لحظة ومن خلال فرصة ان يقلب نتيجة المباراة، نحن سعداء جداً بحضوره معنا». لم يتم التشكيك ابداً في موهبة روبن مع الفرق التي دافع عنها سابقاً، وهي ايندهوفن من 2002 الى 2004، وتشلسي الانكليزي من 2004 الى 2007، وريال مدريد من 2007 الى 2009. بيد ان مدربيه وزملاءه السابقين يتذكرون الاصابات التي تعرض لها والتي حالت دون استمرار تألق روبن لدرجة انه لقب في انكلترا ب«لاعب البلور» كناية عن هشاشته. ولم ترحم الاصابات روبن مع بايرن ميونيخ، وأبعدته احداها في الركبة اليمنى عن الملاعب نحو شهرين بعد انضمامه الى صفوفه، لكنه منذ تعافيه منها فرض نفسه بقوة واستعاد متعة اللعب التي فقدها في لندنومدريد. وقال روبن عقب مباراة شالكه: «بكل بساطة أشعر بانني في حال جيدة في بايرن ميونيخ. منذ انضمامي إلى صفوفه تم استقبالي بطريقة جيدة، أريد ان أتحمل مشؤولياتي في صفوف هذا الفريق. الفريق وجهازه الفني يثقون في مؤهلاتي كثيراً». وينتظر بايرن ميونيخ الشيء الكثير من روبن في المباريات الحاسمة المقبلة بدءاً من مواجهة مانشستر يونايتد الثلثاء المقبل في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا وبعدها شالكه في الثالث من نيسان (ابريل) المقبل وباير ليفركوزن في العاشر منه ضمن الدوري المحلي.