انتقد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، الرئيس حسن روحاني من دون أن يسميه، إذ اعتبر أن احتمال استغلال التيار الأصولي مسألة «تغلغل» أجانب في البلاد، لا يقلّل من أهميتها، ورفض اتهام ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) بأنها «متطرفة». في الوقت ذاته، توعد قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي ب»قطع أرجل أميركا وحلفائها» في المنطقة. وكان روحاني اتهم خصومه باستغلال تحذير المرشد من «تغلغل أعداء» في إيران، لشنّ حملة اعتقالات طاولت أخيراً صحافيين، واتُهم جهاز الاستخبارات التابع ل»الحرس الثوري» بتنفيذها. وانتقد الرئيس الإيراني أي «اعتقال تعسفي لشخص أو اثنين، من هنا وهناك، ثم فبركة تهم لوضعها في إطار تغلغل العدو». لكن رئيس القضاء صادق لاريجاني ندّد بتصريحات روحاني، معتبراً أن اتهاماته هي بمثابة «تشهير وإهانات»، فيما سعى نواب إلى جمع تواقيع في مجلس الشورى (البرلمان) لتحذيره، علماً أن «الحرس» كان برّر اعتقال صحافيين بارتباطهم بشبكة من «متغلغلين أعداء». لكن خامنئي نبّه إلى وجوب «الامتناع عن التغافل عن مبدأ التغلغل الذي يخطط له الأعداء». وأضاف خلال لقائه قادة «الباسيج»: «هناك من يقول إن التيارات السياسية في البلاد استغلّت قضية النفوذ، ويجب ألا تفعل ذلك. إذا قيل إن هناك أشخاصاً يستغلّون طرح قضية التغلغل، من أجل تياراتهم السياسية، فإن ذلك لا يقلّل من شأن قضية تغلغل الأعداء ونفوذهم». واعتبر أن «نفوذ التيارات وتغلغلها، أكثر خطراً من نفوذ أفراد، لأن تغلغل التيارات يعني تشكيل شبكات لدى الشعب، عبر استخدام المال والجنس، لتغيير الثوابت والمعتقدات وأسلوب العيش»، لافتاً إلى أن «نفوذ التيارات يستهدف النخب والشخصيات المؤثرة وصنّاع القرار» في إيران. ووصف خامنئي «الباسيج» بأنها «كنز لا يفنى، لأن الشعب لا ينتهي»، وزاد: «مَن يتهمونها بالتطرف، ينفّذون أجندات الأعداء في التغلغل والنفوذ. التعبئة (الباسيج) هي من المتاريس المحكمة التي يجب ألا تزعزع». واعتبر أن «أميركا تجسّد عداء الإستكبار العالمي للشعب الإيراني»، مشيراً إلى أن «الصراع الرئيس في العالم هو بين جبهة الإستكبار بزعامة أميركا، وجبهة القيم والاستقلال الوطني بزعامة إيران». وتحدث عن «تزييف في عمل الأجهزة السياسية والديبلوماسية للإستكبار، اذ يظهرون بوجوه مبتسمة وأحضان مفتوحة، وفي الوقت ذاته يغرسون خناجرهم في قلب الطرف الآخر». أما قائد «الباسيج» الجنرال محمد رضا نقدي فذكر أن «أميركا تنفق أموالاً لزعزعة الأمن في إيران، أضعاف ما تنفقه في اليمن والعراق وسورية والبلدان الأخرى»، مستدركاً أن «إيران تبقى جزيرة استقرار وأمن في المنطقة». وشدد على أن «أي عنصر تعبوي لا هدف له سوى القضاء على الإستكبار وعداء الإسلام». إلى ذلك، تعهد قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي «تخطي أزمة (تنظيم) داعش في المنطقة»، معتبراً أن «تشكيل مجموعات إرهابية في المنطقة يشكّل آخر مخطط حاكه الأعداء». وتابع: «سنقطع أرجل أميركا وحلفائها، ونحبط مؤامراتهم». في فيينا، رجّح عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، تطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست «مطلع كانون الثاني (يناير)» المقبل. وأضاف بعد لقاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران توصلت إلى اتفاق مع موسكو لنقل يورانيوم مخصب إيراني إلى روسيا، في مقابل الحصول على الكعكة الصفراء، وهي يورانيوم خام غير مخصب. واستدرك أن ذلك لن يُنفذ إلا بعد أن تغلق الوكالة الذرية تحقيقاً في شأن «أبعاد عسكرية محتملة» في البرنامج النووي الإيراني. في غضون ذلك، أعلن حاكم المصرف المركزي الإيراني ولي الله سيف أن بلاده تخطط لتوحيد سعر صرف الريال مقابل الدولار الأميركي، بعد تطبيق الاتفاق النووي. وسعر صرف الدولار في الشارع يبلغ نحو 36 ألف ريال، في مقابل نحو 30 ألفاً في السعر الرسمي.