طهران، موسكو - «الحياة»، أب، رويترز - اكدت إيران أمس، ان الدول الست المعنية بملفها النووي «وافقت خلال محادثات جنيف على متابعة المفاوضات على أساس رزمة الاقتراحات» التي قدمتها طهران للغرب. كما وصفت محادثاتها مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بأنها «إيجابية جداً». في غضون ذلك، برز تطور في الوضع الداخلي في ايران، بعد إقصاء مرشد الجمهورية علي خامنئي، حسين طائب قائد «الباسيج»، وهي ميليشيا من متطوعي «الحرس الثوري»، وإبداله بالجنرال محمد رضا نقدي، وهو شخصية بارزة في «الحرس» مقرّبة من خامنئي. وفُسّر ابعاد طائب بالانتقادات الموجهة الى «الباسيج» لدورها في قمع الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران (يونيو) الماضي. وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن نقدي يخضع لعقوبات فرضها مجلس الأمن في آذار (مارس) 2008، للاشتباه في صلته بالبرنامج الصاروخي الإيراني والنشاطات النووية. وأضافت ان نقدي الذي كان قائداً لاستخبارات الشرطة، عمل ضد الإصلاحات التي حاول الرئيس السابق محمد خاتمي تطبيقها، وساند مهاجمة طلاب وناشطين إصلاحيين. وبعد ساعات على قرار خامنئي، والذي جاء في إطار تغييرات في قيادتي «الحرس الثوري» و «الباسيج»، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري قوله ان «الأمن والاستقرار السائدين الآن في البلد، تحققا بفضل تضحيات الباسيج والحرس وإخلاصهما»، على رغم «مؤامرات الأعداء والتواجد الكثيف للقوات الأجنبية الى جوار إيران، لزعزعة أمنها ومنع تقدمها». وعلى صعيد الملف النووي، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي أمس، أن «محادثات جنيف لم تتناول الحقوق النووية لإيران، ما يدلّ على أننا لم نتراجع أبداً عن استيفاء حقوقنا». وزاد ان «إيران نالت نتيجة صمودها في محادثات جنيف التي تمحورت حول رزمة اقتراحاتها». وأبدى تفاؤلاً بالتقرير الذي سيصدره البرادعي حول الملف النووي الإيراني الشهر المقبل، مشدداً على ان «مسيرة التعاون بين إيران والوكالة الذرية إيجابية والأمور تسير في اتجاه الحل، ولا يوجد ما يدعو الى القلق». وأشار الناطق الى الاجتماع المقرر في فيينا في 19 الشهر الجاري بين إيرانوروسيا والولايات المتحدة وفرنسا، لمناقشة تسليم طهران وقوداً نووياً بدرجة تخصيب 20 في المئة. وقال إن «إيران طرحت قضية شراء يورانيوم مخصب بهذه الدرجة، بصرف النظر عن كونها تستطيع إنتاج يورانيوم مماثل أم لا». اما محمد علي صالحي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية فوصف نتائج زيارة البرادعي لطهران ب «الإيجابية جداً»، معتبراً ان «الضغوط التي تُمارسها القوى الكبرى على المنظمات الدولية، تحدث مشاكل جمة». وذكر ان «إيران تسعى الى صنع أجهزة للطرد المركزي اكثر تطوراً من تلك المستخدمة في منشأة ناتانز، للاستفادة منها في منشأة قم». لكن «إرنا» نقلت عن الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) كاظم جلالي تأكيده ان «إيران توصلت الى تركيب أحدث أجهزة الطرد المركزي، وامتلكت صناعة التخصيب «. وأشار علي باقري مساعد سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الى أن «رزمة الاقتراحات الإيرانية المحدّثة شكلت أساس المحادثات بين إيران والدول الست في جنيف». ونقلت قناة «العالم» عنه قوله إن «الدول الست وافقت على متابعة المفاوضات على أساس رزمة الاقتراحات» الإيرانية، مضيفاً أنها «قبلت واعترفت بالوضع الحالي للنشاط النووي الإيراني». ولفت باقري الى أن لقاء كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي ووليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، على هامش محادثات جنيف، «تم بناءً على طلب أميركي، ولم يتناول العلاقات بين طهران وواشنطن». في الوقت ذاته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اتفاق طهران والدول الست في جنيف على تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا، لم يُبرم في شكل نهائي، مشيراً الى «اجتماع لخبراء سيُعقد قريباً لتنفيذ تلك الخطة». أما وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز فاعتبر ان العام 2010 «هو عام تشديد العقوبات على إيران». وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن «كشف المنشأة النووية في قم جزء من الخطة السرية الإيرانية، إذ يستهدف عرقلة سياسة العقوبات، وآمل في أن تؤيد روسيا والصين فرض العقوبات لأن تأييدهما ضروري». ووصف موفاز البرادعي بأنه «نوع خاص من النعام الذي يطمر رأسه في الرمل».