زاد في السنوات الأخيرة استخدام الأميركيات وسائل التحكم في إنجاب الأطفال وتحديد النسل، في محاولة للتماشي مع نمط الحياة السريع وتأمين الرعاية والحياة الأفضل لأسرهن. وكشفت دراسة حديثة نشرها «المركز الوطني الأميركي لإحصاءات الصحة» زيادة في نسبة النساء الأميركيات اللواتي اخترن وسائل للتحكم الطويل المدى في عملية الإنجاب وتحديد النسل، على رغم أن حبوب منع الحمل لا تزال الخيار الأكثر شعبية. وأظهرت الدراسة التي تناولت وسائل منع الحمل وتحديد النسل لدى نساء تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عاماً خلال الفترة بين 2011 و2013، أن 11.6 في المئة من النساء الأميركيات اعتمدن على وسائل منع الحمل التي تتمتع بمفعول طويل الأمد، وهي ضعف النسبة بين 2006 و2010 التي بلغت 6 في المئة، في حين كانت 2 في المئة فقط عام 2002. وأفاد التقرير بأن 10.3 في المئة من الأميركيات اخترن زرع جهاز داخل الرحم (لولب) يمنع تخصيب البويضة، في مقابل 1.3 في المئة لجأن إلى زراعة «أنبوب هرمونات» تحت الجلد يحتوي على هرمون «بروجيسترون» الذي يمنع الحيوان المنوي من الوصول إلى البويضة. ووفق التقرير، فإن الأسلوب الأكثر شعبية لتحديد النسل من 2011 إلى 2013، كان تناول حبوب منع الحمل، باختيار 26 في المئة من النساء اللواتي شملتهن الدراسة، يليه تعقيم النساء بنسبة 25 في المئة، ثم استخدام الواقي الذكري بنسبة 15 في المئة. ومن ميزات وسائل منع الحمل الطويلة الأمد، أنها فاعلة للغاية ولا تحتاج إلى متابعة دورية، كما أن نسبة فشلها لا يتجاوز 0.8 في المئة في حال استخدام «اللولب» و0.05 في المئة عند زراعة «أنبوب الهرمونات»، مقارنة بنسبة فشل بلغت تسعة في المئة لدى استخدام حبوب منع الحمل، و18 في المئة عند استخدام الواقي الذكري. غير أن أحد أهم الأسباب التي قللت من شعبية وسائل منع الحمل طويلة المدى، هي انتشار منتجات قليلة الجودة من بعض العلامات التجارية في 1970، ما أدى إلى سحبها من الأسواق، لكن المنتجات المتوافرة حالياً في معظمها تعتبر آمنة وفاعلة، على رغم أن استخدامها لا يحمي من الأمراض الجنسية والتناسلية. إضافة إلى ذلك، كان استخدام تلك الأساليب مكلفاً مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى، وقد تصل تكلفتها إلى 900 دولار في حال عدم وجود تأمين صحي. لكن وسائل منع الحمل على المدى الطويل أصبحت مشمولة ضمن التأمين الصحي ومتوافرة بأسعار معقولة، تبعاً لقانون الرعاية الصحية الأميركية. وذكر التقرير أن حبوب منع الحمل لا تزال الخيار الأكثر شعبية بين النساء الأميركيات، لتوافر عشرات الأنواع منها بتركيبات متفاوتة تتناسب مع جميع النساء، إذ يحتوي كل نوع على نسب مختلفة من هرموني «أستروجين» و«بروجيسترون»، لمنع عملية الإباضة. وخلال العقود الأخيرة، حدث تطور كبير في مجال حبوب منع الحمل، إذ انخفضت جرعات الأستروجين والبروجستيرون التي تتكون منها الحبة، ما أدى إلى انخفاض التأثيرات الجانبية لها. ويشير الباحثون إلى أن اختيار المرأة طريقة تحديد النسل يمكن أن يتغير مع مرور الوقت، نظراً إلى توافر وسائل منع الحمل بسهولة، وتغير أنماط الخصوبة في المجتمع. ووفقاً للتقرير، فإن 62 في المئة من النساء في الولاياتالمتحدة اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و44 استخدمن نوعاً مختلفاً من وسائل منع الحمل.