تواصلت ردود الفعل اللبنانية المتفاوتة على كلام الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلته مع قناة «المنار» الأربعاء الماضي، واعتبر الرئيس السابق امين الجميل أنها «تضمنت مواقف مهمة اذ اكد أنه يقتضي اعطاء فرصة لمفاوضات السلام بين العرب واسرائيل، خصوصاً بعد التوافق العربي على هذا الشأن في المبادرة العربية»، داعياً اللبنانيين الى «استخلاص العبر من الدعوة». وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية نبيل دو فريج ان ما قاله الاسد عن الرئيس سعد الحريري «فيه ايجابيات وسلبيات، أي «ضربة على الحافر وضربة على المسمار». وأضاف: «موقفنا واضح، كل ما نقوم به اليوم بالنسبة لفتح صفحة جديدة مع سورية مبني على كلام نسمعه من المفترض أن يكون ايجابياً». وأضاف: «نحن نقول للرئيس الأسد نصدقك ونأمل بأن يتعاظم التعاون بين لبنان وسورية ضمن المؤسسات وضمن الثوابت». واعتبر رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان ان كلام الأسد «درس متقدم متقن في المقاومة والعروبة والسياسة والديبلوماسية والكبر والنبل ويجب الإستفادة منه».وأشاد ب «ديبلوماسية الأسد المعهودة من خلال سياسة اليد الممدودة باتجاه الولاياتالمتحدة». واعتبر منسق الامانة العامة ل «قوى 14 آذار» فارس سعيد بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير ان «الرئيس الاسد استخدم لغة قديمة في التعاطي مع الرموز الوطنية اللبنانية، ونعتقد أن هذه اللغة لا تساعد في تصحيح العلاقات اللبنانية - السورية». وأضاف: «الكلام والنبرة اللذان تكلم بهما الرئيس الاسد بالامس على بعض الرموز السياسية في لبنان لا يساعدان في تصحيح العلاقات، وهذا شيء مؤسف». وقال: «كان لافتاً التأكيد والترحيب من الرئيس الاسد بعملية السلام من على شاشة تلفزيون «المنار»، وكان لافتاً ايضاً التباين في وجهات النظر بين حليفه في لبنان، من جهة، الذي يطالب بأن تتحول الدولة الى دولة مقاومة والمجتمع الى مجتمع مقاوم، وان يقول الاسد انه يذهب في اتجاه السلام». ورأى النائب السابق مخايل ضاهر ان الاسد «رسم خريطة طريق لكل عمل سياسي وطني وقومي في العالم العربي». ولفت الى انه «كان قمة في التعالي عن الصغائر والاعتبارات الشخصية اياً كانت، وفي تغليب مصلحة الشعب والوطن على كل امور اخرى». وثمن الحزب «السوري القومي الاجتماعي» المواقف القومية للأسد «خصوصاً حيال الخطر الذي يتهدد فلسطين وتأكيده الحاسم احتضان المقاومة ودعمها». ورأى الحزب في بيان إن ما صدر عن الأسد «فتح أبواباً كثيرة أمام علاقات عربية - عربية بينية تقوم على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح الواحدة المشتركة ولا سيما بين سورية ولبنان إذ كان الأسد حريصاً على تأكيد دعمه الكبير للدولة اللبنانية ومؤسساتها، وفي حسابات سورية ليس هناك مفاضلة أو تمييز بين دعم الدولة ودعم المقاومة، والذين يعتبرون المقاومة عنواناً خلافياً فهم ليسوا مع لبنان».