قُتل 14 من عناصر الحرس الجمهوري التونسي على الأقل، بتفجير استهدف حافلة كانت تقلهم في قلب العاصمة مساء أمس، في هجوم غير مسبوق منذ بداية العمليات الإرهابية في البلاد. ووقع الهجوم في شارع محمد الخامس، وهو أحد أبرز الشوراع في العاصمة ويقع على بعد أمتار من شارع الحبيب بورقيبة حيث يتواجد مقر وزارة الداخلية. وشاهدت «الحياة» قرب مقر الانفجار عشرات سيارات الإسعاف التي كانت تقل الضحايا إلى المستشفيات القريبة، كما تم تطويق مكان الانفجار ومنع الاقتراب منه. ورجحت مصادر أمنية أن تكون قنبلة زُرعت وسط الحافلة التابعة لوحدات الأمن الرئاسي (الحرس الجمهوري) التي تعتبر من أكثر الوحدات الأمنية كفاءة ومهارة. وفي حين نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر رئاسي ترجيحه ان انتحارياً فجر نفسه على متن الحافلة، ذكر موقع صحيفة «الصباح» أن شاحنة «اقتربت من حافلة الأمن الرئاسي التي كانت متوقفة... لنقل عدد من الأعوان، وألقت جسماً متفجراً ثم فتح عدد من ركابها النار على الحافلة ما أدى إلى حصول انفجار قوي». لكن لم تتأكد هذه الرواية رسمياً. وأعلن «الاتحاد العام للشغل»، أكبر كيان نقابي في البلاد، إرجاء إضراب عام للعاملين في القطاع الخاص كان مُقرراً اليوم «إلى وقت لاحق» لم يحدده. وقال في بيان إن القرار جاء «شعوراً بواجبنا الوطني وتحملاً لمسؤولياتنا التاريخية واحتراماً لدماء شهدائنا... في العملية الارهابية الشنيعة التي ضربت قوات أمننا الرئاسي في ظرف دقيق». والعملية هي الأولى من نوعها، إذ لم تشهد العاصمة التونسية انفجاراً مماثلاً، باستثناء الهجوم المسلح على متحف باردو الذي خلّف عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من السياح الأجانب في آذار (مارس) الماضي.