قال صاحبي لو أن هناك جائزة نوبل للشرطة والأمن والتحريات لكانت من نصيب الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي الذي صار اسمه ينافس برج دبي إن لم أقل دبي، بعد أن كشف شبكة الموساد التي اغتالت المبحوح.... فكان في كل يوم يقدم أسماء جديدة بجوازات سفر مزورة حتى تجاوز عددها السبعين، وأوقع الكثير من البلدان في حرج من أمرها، بعد أن عبثت يد الموساد الخفية في وثائق مواطنيها واستخدمتهم في جريمة، أسالت كثيراً من الحبر والتصريحات وعلامات الاستفهام. ولأن دبي اعتمدت منذ سنوات أنظمة رقمية وإلكترونية متقدمة نجحت في كشف النقاب عن نشاط هذه الشبكة الإرهابية، وأذكر أن ضاحي خلفان كان يشرف منذ عشر سنوات على مشروع الحكومة الإلكترونية لدبي، وهذه واحدة من ثمار ذلك المشروع الذي راهن كثيرون على فشله. وهو ما يثبت أن التكنولوجيا لن تكذب، والعلم ليس كافراً كما يقولون. وإذا كانت شهرة ضاحي خلفان، برزت من كونه دائم الحضور في كل ما له صلة بالوضع الأمني وحتى السياسي في الإمارات، فإننا اكتشفنا هذا الأسبوع شخصية تركية اسمها حسين شابكين وهو رئيس شرطة اسطنبول، الذي كشف هو الآخر عن شبكة تضم 45 لاعباً يمارسون الغش والتلاعب بالمباريات، بينهم لاعبون دوليون ومدربون في الأقسام الممتازة للدوري التركي، وأنهم سيحالون على العدالة للمحاكمة. ووعد خلفان (التركي) بأنه سيكشف المزيد من هؤلاء الذين وجدوا في الغش والمراهنة طريقاً سهلاً للربح والكسب غير المشروع. وليس منطقياً أن نرى لاعبين يسيلون العرق وآخرين يكسبون على الورق. فبين كشف ضاحي خلفان لشبكة اغتيال سياسي، وكشف حسين شابكين لشبكة اغتيال رياضي، يستيقظ الضمير الغائب، وتنكشف الأقنعة التي تحسن اللعب في الظلام. ففي اليوم الذي يبهر فيه ليونيل ميسي اللاعب الذي لا يتجاوز طوله ال1.67 م العالم بأسلوب لم يألفه في تاريخ ملاعب الكرة، لا مع بيليه ولا مارادونا ولا ما بينهما وبعدهما. يسعى كثير من أصحاب الضمائر المنفصلة إلى الإساءة إلى الرياضة الأكثر شعبية في العالم، بالضحك على الناس، إما باستخدام المنشطات التي كشف زيف كثير من الأبطال أمثال بن جونسون وماريون جونس... ومارادونا، أو بالتلاعب داخل الكواليس والغرف المظلمة مع الحكام واللاعبين، كما كان الأمر في يوفنتوس منذ ثلاث سنوات، أو حتى بواسطة نشر خطاب عنصري في الملاعب، يذكر الروح الشوفينية والتطرف، مثلما حدث لمنتخب المملكة العربية السعودية في بلغاريا، أو الحملة التي استهدفت إيران ومنتخبها في مونديال 2006. وإذا كان بلاتر يأمل في كسب ود العرب بطلب دعمه لعهدة جديدة على رأس الفيفا، فليس عليه أن يقول بأن العرب ضحايا طقسهم الحار (...)، ولا يمكنهم أن ينظموا كأس العالم، وإذا كان الكلام يعني قطر، فهو موجه ضمناً لمحمد بن همام الذي طالب برأس شيخ الفيفا وجعل الرئاسة في عهدتين لاغير. وكأن الألعاب الآسيوية التي نظمتها قطر قبل سنتين أصابها الفشل، وكأن دورة بطولة العالم للأندية بالإمارات كانت فاشلة، وكأن بطولات التنس والألعاب البحرية لا تلقى النجاح الكافي، وكأن العرب مطالبون بتغيير مناخ الأرض. فحرمان العرب من حقهم في تنظيم مونديال لكرة القدم يعني أن الذي اقترح حرمان بوليفيا من إجراء مبارياتها في ملاعب تعلو سطح البحر بألفي متر أو أكثر، هو الذي يعاقب بلاداً طقسها حار، هكذا منذ السليك وتأبط شراً (....) وعلى من طقسه حار أن يرحل إلى أوروبا فطقسها يوائم الشيخ بلاتر، ولا يصيب بلاتيني بالزكام ولا يعرض السير فيرغسون إلى الخمول. ولم يقع في الخطأ الراحل الطيب صالح عندما تنبأ بموسم الهجرة إلى الشمال، لأن بشرة زيوريخ ولندن وهلسنكي البيضاء لا تتحمل حرارة الطائف والدوحة وحضرموت... ومن يتحدث عن خلفان يقع في مصيدة بلاتر. [email protected]