دعا رجال دين ومفكرون وكتاب سعوديون، إلى إنشاء «جمعية لمكافحة ومناهضة التمييز»، فيما اختلفوا حول «مفاهيم الوئام المتعددة»، إلا أنهم اتفقوا في نهاية المطاف على محورية الكلمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، بأن «الدين لله والوطن للجميع»، تاركين الأمر لصناع القرار لإيجاد «مشارب الالتقاء وبلورة منهج خادم الحرمين الشريفين، في الشراكة الوطنية مع الاحتفاظ بكل مواطن». واتفق المفكرون بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم، والذين قدموا أول من أمس، من مختلف مناطق المملكة إلى محافظة القطيف، في «لقاء التعايش ووحدة الوطن» الذي ينظمه ملتقى «حوار الحضارات»، على أهمية «فتح قنوات الحوار العلمي، لإيجاد مخارج مشتركة تؤكد اللحمة الوطنية». واختلفوا على مفاهيم «الوحدة» و«التسامح» و«التعايش»، كمفهوم مشترك بين المواطنين بمختلف توجهاتهم. إلا ان معظم المتواجدين ركزوا على مفهوم «التعايش». وأشار الحوار إلى أهمية «مشاركة المرأة في صناعة النسيج الوطني المتعدد». واتفق الشيخ حسن الصفار، والشيخ عبدالمقصود خوجة، على أهمية «الوحدة الوطنية كبناء لمستقبل حضاري مُشترك بين أطياف المجتمع المختلفة»، مؤكدين أن «الإسلام يدعو إلى الوحدة والألفة والالتفاف حول العوامل المشتركة». فيما أكد منير الخباز ان «التعددية مركز للتكامل الحضاري»، مطالباً بأهمية «إنصاف المواطنين في الحقوق والواجبات، وإعطاء كل ذي حق حقه»، موضحاً ان الوحدة الوطنية «ليست مجرد كلمة، من دون الوصول إلى جوهرها، فلا بد من قراءة الطرف الآخر قراءة علمية وموضوعية».بدوره، أكد الكاتب عبدالله الشريف، ان «الحياة تقوم على مبدأين: التعايش ووحدة الوطن، ولا بد أن نحمي التعايش من خلال ابعاد الخلافات الدينية، أو الطائفية والقبلية». فيما خاطب محمد سعيد طيب، أهالي القطيف بعبارة «ايها الأهل»، مؤكداً في حديثه ان أهل القطيف هم «أهل التعايش، وهم دعاة الوحدة، وحماتها، والمدافعون عنها»، مطالباً ب «كف الهجمة الشرسة ضد وحدة الوطن، لأنهم لن ينجحوا، وسيتصدى لهم ابناء الوطن، وليس من المستحيلات أن يكون هناك تعايش ووحدة وطنية، مع اختلاف الأطياف والألوان». وشدد الدكتور توفيق السيف، على أن «مفهوم التسامح هو المطلوب، إلا اننا عاجزون عن ذلك». ونفى الدكتور محمد آل عسكر، ان يكون التكفير مقتصراً على الفكر السلفي فقط، بل إنه «في كل طيف فكر تكفيري». فيما أكد الدكتور عبدالرحمن الحصين، ان التقارب «ليس مطلباً اجتماعياً فقط، بل هو مطلب رباني، بدليل الآية الكريمة «لا إكراه في الدين»، مستشهداً بأمثلة عدة حول التعايش الوطني والمذهبي، «كما كان يحدث في العراق». وذكرت الدكتورة سعاد الشمري، «نحن أصحاب رسالة وقضية، وشركاء في مسيرة الإصلاح، فلا بد من تكريم المرأة. كما يكرم الرجل في المجتمع المحلي، لأن الله كرم الانسان بشكل عام». وأضافت: «الله أراد ان نكون مختلفين، ويجب علينا المحافظة على هذا التنوع والاختلاف». وطالب الدكتور عبدالرحمن الوابلي، بضرورة «إنشاء جمعية لمكافحة التمييز في المملكة». فيما أكد الشيخ عادل أبو خمسين، أن «ثقافة التعايش لن تتحقق إلا بالاتفاق على أهداف موحدة سامية لبناء الوطن، والقناعة الذاتية في التعايش، إضافة إلى الحوار المثمر والاحترام المتبادل بين الأطراف». وسأل عضو مجلس الشورى السابق الدكتور إحسان أبو حليقة، عن «الأسباب التي تحول دون تحقيق التعايش، خصوصاً ان خادم الحرمين الشريفين، كان السبّاق إلى هذا الأمر، ليس على المستوى المحلي، بل على المستويات العالمية». وطالب بان «تسود ثقافة التعايش أرجاء الوطن»، مؤكداً أهمية «إنشاء جمعية لمكافحة التمييز العنصري».