يعزو مسؤولون محليون وشيوخ عشائر في الأنبار تأخر حسم المعارك ضد تنظيم «داعش» الى قلة خبرة القوات في حرب الشوارع، وقد بدأت قوات من «التحالف الدولي» بتدريب وحدات من الجيش على هذا النوع من الحروب. ومع اقتراب معركة تحرير الرمادي من مناطق سكنية مأهولة بدأت القوات الأمنية تعاني صعوبة حسم المعركة التي انطلقت منذ شهرين على رغم إعلانها سيطرتها على 80 في المئة من المدينة، ولكن الجزء الباقي ما زال يمثل مشكلة. وقال مسؤول محلي في مجلس الأنبار، طالباً عدم ذكر اسمه ل «الحياة» ان «غالبية عناصر القوات الأمنية التي تخوض الحرب ضد «داعش» من قوات الجيش البرية وهي غير متمرسة في حرب الشوارع، ما يؤخر تحرير مركز الرمادي، وهي غالباً ما تتعرض لمكامن وخسائر في المدرعات من ناقلات الجنود والدبابات لصعوبة المناورة داخل المناطق السكنية». ولفت إلى أن «القوات الأمنية حققت تقدماً لافتاً في بداية انطلاق المعركة مطلع ايلول (سبتمبر) وتمكنت من محاصرة الرمادي خلال ايام قليلة لأن الاشتباكات جرت في اراض صحراوية مفتوحة، ولكن المشكلة بدأت مع انتقال المعارك الى الأحياء السكنية». وأشار الى ان «وحدات مكافحة الإرهاب تمتلك خبرة جيدة في حرب الشوارع ولكن عديدها قليل»، وزاد ان «مقاتلي العشائر يمتلكون خبرة في حرب الشوارع ومعرفة بالأساليب التي يتبها «داعش» ولكن القوات الامنية ترفض اشراكهم في الجبهات الأمامية وتكتفي بأخذ معلومات منهم في الخطوط الخلفية للقتال». إلى ذلك، طالب سلمان الفهداوي، وهو أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر جنوب الرمادي بإشراكهم في معارك الرمادي في شكل أكبر، وقال ل «الحياة» ان «القوات الأمنية وزّعت مقاتلينا في القاطع الجنوبي والشرقي من الرمادي بعيداً من مكان المعارك في القاطع الشمالي والغربي». وأضاف ان «هؤلاء المقاتلين يعرفون خطط «داعش» وطريقة تفكيره في المعارك بعد خبرة اكتسبوها خلال عام ونصف العام من القتال ضد التنظيم قبل سقوط المدينة»، وأشار الى ان «ابناء العشائر من سكان المدينة يعرفون جيداً جغرافية المكان». من جهة أخرى، افاد مصدر في وزارة الدفاع بأن الوزارة شرعت بتنفيذ برامج لتدريب قوات الجيش على حرب الشوارع، بمساعدة قوات «التحالف الدولي» ودعمها. وأضاف في تصريح الى «الحياة» ان «قوات التحالف بالتنسيق مع وزارة الدفاع اختارت مجموعة من الوحدات العسكرية لزجها في دورات تدريبية «. وأشار الى ان «مدربين من اعضاء التحالف الدولي بينهم اسبان وكنديون وأميركيون يشرفون على التدريب في معسكرات في التاجي والرستمية، وفي الحبانية وعين الأس». وأعلنت «قيادة عمليات الجزيرة والبادية» في الأنبار ان «القوات الأمنية نفذت أمس عملية استباقية استهدفت عناصر «داعش» في قرية ام الدبس في حديثة، أسفرت عن قتل 35 عنصراً من التنظيم وتفجير خمس عربات مفخخة. وتحرير 210 أشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال من عشيرة البو نمر كانوا محتجزين لدى التنظيم منذ أكثر من عام.