تراجع نشاط صفقات الدمج والتملّك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 13 في المئة، استناداً إلى مؤسسة «إرنست أند يونغ»، أي من 104 صفقات في الربع الثالث من العام الماضي إلى 91 في الفترة ذاتها هذه السنة. وانخفضت قيمة الصفقات من 8.5 بليون دولار إلى 5.4 بليون بنسبة 37 في المئة. وأوضح رئيس خدمات استشارات الصفقات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فِل غاندير، أن مؤشر «إرنست أند يونغ» نصف السنوي لثقة رأس المال في المنطقة، «يدلّ على ثقة هادئة بالتوقعات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، على رغم استمرار الضغوط على أسعار النفط». ويبدو أن التفاؤل في شأن آفاق الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترسّخ منذ نيسان (إبريل) الماضي، إذ أظهر استطلاع للمؤسسة العالمية، أن 18 في المئة من المشاركين من المنطقة يعتقدون أن الاقتصاد الإقليمي «يسير وفق مسار انتعاش قوي، مقارنة ب6 في المئة فقط كانوا يرون ذلك في نيسان». وأشار غاندير إلى أن مديري الشركات يعتبرون أن «الاقتصادات المعتمدة على النفط والغاز تمكنت من الصمود في وجه العاصفة، كما لا تزال الحكومات ملتزمة المشاريع الرئيسة، ولدى معظمها احتياطات كافية لتجاوز العجز في الموازنات لبضع سنوات». وعلى رغم تراجع صفقات الشراء والدمج في المنطقة، سُجلت زيادة في الصفقات العابرة للحدود في المنطقة العربية، إذ ارتفع عددها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 40 في المئة، لتصل إلى 63 في الربع الثالث من هذه السنة، مقارنة ب45 صفقة في الفترة ذاتها من العام الماضي. بينما تقلّصت الصفقات المحلية من 59 إلى 28. وأعلن رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ والاكتتاب العام في المؤسسة أنيل مينون، أن «الغموض المهَيمن على الاقتصاد الكلي وإجازة الصيف الممددة بسبب كثرة الأعياد في المنطقة، انعكسا على نشاط الصفقات المحلية في الربع الثالث». لكن على رغم ذلك، لاحظ وجود «أدلة دامغة على استمرار نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة قوياً». وتوقع 71 في المئة من المشاركين في استطلاع من المنطقة، أن «تزداد صفقاتهم العام المقبل مقارنة ب56 في المئة في نيسان الماضي». وكان التحسّن الأكثر وضوحاً لدى المشاركين من الإمارات، إذ رجّح 70 في المئة منهم «تحقيق تحسّن في نشاط الصفقات، مقارنة ب14 في المئة في نيسان الماضي». ونُفّذت أكبر صفقة في أيلول (سبتمبر) الماضي، باستحواذ شركة «أرامكو السعودية» على 50 في المئة من شركة «لانكسيس آه جي» الألمانية المتخصصة بالمطاط الصناعي، بلغت قيمتها 1.7 بليون دولار. ولم يستبعد مينون تحقيق «عدد أكبر من الصفقات في قطاع البتروكيماويات في الأشهر المتبقية من السنة». وبرزت مصر كوجهة جاذبة للمستثمرين الأجانب خلال العام الماضي، إذ استحوذت شركة «كيلوغ» الأميركية للأغذية على شركتين مصريتين، هما «بسكو مصر» لصناعة البسكويت بصفقة قيمتها 150 مليون دولار، و «ماس فود غروب» لإنتاج حبوب الإفطار في مصر بصفقة قيمتها 50 مليون دولار. وقال غاندير: «استفادت مصر باعتبارها مستورداً صافياً للنفط، من تراجع أسعار النفط محقّقة نمواً قوياً للناتج بلغ 4.2 في المئة حتى منتصف العام الحالي». واعتبر أن ذلك أدى إلى «ارتفاع ملحوظ في أعداد المشاركين في الدراسة من مصر، وهو رصد تحسناً متواضعاً في الاقتصاد المحلي، إذ ارتفعت نسبة هؤلاء من 27 في المئة قبل ستة أشهر إلى 47 في المئة في تشرين الأول».