ارتفعت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الماضي 42 في المئة من 31.6 بليون دولار عام 2011 إلى 44.8 بليون، بينما تراجع عدد الصفقات أربعة في المئة من 416 إلى 398 صفقة.ولفت تقرير شركة «إرنست آند يونغ» حول نشاط الاندماج والاستحواذ في المنطقة العام الماضي، إلى أن صفقات الربع الأخير عام 2012 حققت قيمة أعلى بكثير على رغم تراجع نشاطها مقارنة بالفترة ذاتها العام السابق، إذ ارتفعت قيمة الصفقات المعلنة 84 في المئة من 7.2 بليون دولار إلى 13.3 بليون، بينما انخفض عدد الصفقات إلى 107 صفقات من 129 صفقة، أي 17 في المئة. ومقارنة بالربع الثالث، ارتفعت قيمة الصفقات المعلنة 35 في المئة من 9.9 بليون دولار إلى 13.3 بليون. وعزا رئيس خدمات استشارات الصفقات في «إرنست آند يونغ» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فل غاندير ارتفاع قيمة الصفقات 42 في المئة إلى تحسن الفجوة في تقويم السوق بين المستثمرين مقارنة بالعام السابق الذي شهد قيماً أقل بكثير لإجمالي الصفقات المعلنة، كما نفذت شركات عمليات إعادة هيكلة لرأس المال، ما حسّن وضعها الاستثماري العام الماضي، متوقعاً أن تشهد السنة تحسناً في نشاط الصفقات تزامناً مع تحسن ظروف السوق على رغم الأوضاع الاقتصادية السائدة التي لا يمكن التنبؤ بها إجمالاً. وتصدرت الإمارات قائمة الدول لجهة قيمة الصفقات المعلنة ب 13.5 بليون دولار، تلتها قطر ب 11.2 بليون دولار، فالكويت ب 3.9 بليون دولار. وكانت قطر والإمارات استحوذتا على أربع وثلاث صفقات على التوالي من أصل أكبر عشر صفقات معلنة في المنطقة، وشملت قائمة الدول التي سجلت النشاط الأعلى على صعيد عقد صفقات الاستحواذ الإمارات ب 77 صفقة وقطر ب 48 صفقة والسعودية ب 33 صفقة. وعلى صعيد الصفقات المحلية، أكد التقرير أن مصر والإمارات شهدتا أعلى معدلات النشاط لجهة الدول المستهدَفة بعمليات الشراء، إذ استحوذت مصر على 36 صفقة، تلتها الإمارات ب 33 صفقة، كما سجلت الكويت أعلى قيمة للصفقات المحلية المعلنة على صعيد الدول المستهدفة بعمليات الشراء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ب 4.9 بليون دولار، في حين جاءت مصر في المرتبة الثانية ب 3.4 بليون دولار. وأضاف غاندير: «تعكس الزيادة في قيمة الصفقات على اختلاف أنواعها استمرار أسواق منطقة الشرق الأوسط بجذب المزيد من الاستثمارات من المستثمرين والشركات العالمية، إذ إنهم ينظرون إلى الأسواق الناشئة على أنها مناطق جذابة لتحقيق النمو». وبيّن أن «قطاعات النفط والغاز والشركات والخدمات التخصصية، والمنتجات الاستهلاكية شهدت أكبر عدد من الصفقات، وفي المقابل احتل قطاع الاتصالات المركز الأول لجهة قيمة الصفقات الواردة بإجمالي 3.3 بليون دولار من خلال صفقة استحواذ شركة فرانس تيليكوم على الشركة المصرية لخدمات التلفون المحمول». وبلغ عدد صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية 71 من أصل 398 صفقة، أي بزيادة بلغت 54 في المئة مقارنة ب 46 صفقة عام 2011، وبلغت قيمة هذه الصفقات 13.3 بليون دولار من إجمالي الصفقات المعلنة. وسجّل آذار (مارس) الماضي أكبر عدد من هذه الصفقات ب 14 صفقة، وتركز نشاط صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية في قطاع العقارات، بينما سجلت هذه الفئة من الصفقات أعلى قيمة لها في قطاع النفط والغاز. وأورد التقرير أن «التباطؤ استمر في صفقات الاندماج والاستحواذ عالمياً العام الماضي، مع تراجع قيمتها 47 في المئة إلى 2.25 تريليون دولار مقارنة بعام 2007 الذي شهد أعلى قيم بلغت فيه 4.3 تريليون دولار».