ثلاث جولات فقط كانت كافية لتحول حلم ثلاثة فرق إماراتية بالذهاب بعيداً في دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى سراب، وحده العين بطل عام 2003 ووصيف 2005 يحتفظ بفرصة واقعية في مواصلة المشوار. العين الذي اقتنص فوزه الوحيد حتى الآن على حساب ضيفه الشباب السعودي 2-1 يحتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة بأربع نقاط، بفارق الأهداف خلف الشباب بالذات، ونقطتين خلف باختاكور الأوزبكي، وباتت فرصته قوية في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل إلى الدور الثاني. فوز العين على الشباب حفظ ماء وجه الكرة الإماراتية قليلاً امام نظيرتها السعودية، اذ ان الجزيرة سقط سقوطاً كبيراً امام أهلي جدة 1-5، ثم بدا تفوق اتحاد جدة واضحاً تماماً على مضيفه الوحدة في أبو ظبي بهدفين نظيفين، وكان اهلي دبي في طريقه الى الخسارة الثالثة ايضاً امام الهلال المتوج بطلاً للدوري السعودي قبل ان يخطف له الدولي المصري حسني عبدربه هدف التعادل في الثواني القاتلة من ركلة حرة. وباتت فرص الجزيرة والوحدة والاهلي صعبة جداً ان لم تكن شبه معدومة في امكان مواصلة المنافسة على التأهل، فهي تحتل المركز الرابع والاخير في مجموعاتها، فالجزيرة يملك نقطة واحدة فقط في المجموعة الاولى، والوحدة المتأهل الى البطولة من التصفيات والذي انتزع صدارة دوري بلاده من الجزيرة قبل فترة لم يحصد اي نقطة حتى الان بتلقيه خسارته الثالثة في المجموعة الثانية، اما الاهلي فخطف نقطته الوحيدة في المجموعة الرابعة. الفرق الاماراتية تدرك جيداً اهمية هذه البطولة التي كان العين اول من نقش اسمه في سجلاتها بنظامها الجديد عام 2003، لكنها اخذت منذ العام الماضي اهمية اضافية كون الفائز فيها يمثل القارة الاسيوية في كأس العالم للاندية التي تحتضنها ابوظبي في كانون الاول (ديسمبر) المقبل. واستضافت ابوظبي مونديال الاندية اواخر العام الماضي، وأبلى بطل اسيا فيها بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي حسناً بوصوله الى نصف النهائي قبل ان يحرز المركز الثالث. يذكر ان الاهلي بطل الامارات في الموسم الماضي شارك بصفته ممثلاً للدولة المضيفة، لكنه خرج من الدور الاول. البرازيلي ابل براغا مدرب الجزيرة "اعترف بمسؤوليته" عن الخسارة الثقيلة امام الاهلي بقوله: "لا احمل اللاعبين المسؤولية لانها مشتركة، فانا اتحمل مسؤولية التغييرات والتبديلات التي قمت بها، لكن اللاعبين ارتكبوا اخطاء دفاعية قاتلة". وتابع: "كانت الخسارة قاسية وانا اعتذر عما حدث، لكن الاهلي كان يستحق الفوز"، مضيفاً: "الاخطاء التي ارتكبناها تشكل دروساً يجب ان نتعلم منها، ولا ادري ما اذا كان الاهلي سيفوز من دون هذه الاخطاء". مدرب الوحدة النمسوي جوزيف هيكرسبرغر نقل الاهتمام بسرعة من الساحة الاسيوية الى المحلية، داعياً لاعبيه الى التركيز الآن على الدوري. وقال هيكرسبرغر: "يجب أن نركز جهودنا الان على الدوري والكأس المحليين، فرصتنا في دوري ابطال اسيا اصبحت ضعيفة بعد خسارتنا ثلاث مباريات متتالية على رغم تقديمنا اداءاً جيداً". واعتبر ان "الوحدة قدم أسوأ أداء له في الشوط الاول امام الاتحاد، فغاب الانسجام بين اللاعبين الذين اعتمدوا على التمريرات الطويلة"، مضيفاً: "لكننا استعدنا توازننا في الشوط الثاني، وسنحت لنا فرص كثيرة فشلنا في ترجمتها". الايقاع يختلف طبعاً عندما يعود الحديث الى البرازيلي تونينيو سيريزو مدرب العين بقوله: "لعبنا مباراة جيدة خصوصاً في الشوط الاول، واللاعبون اظهروا التزاماً تاماً بالخطة التي وضعناها"، مضيفاً: "لقد درست الشباب جيداً وتابعت مبارياته في اكثر من بطولة". التونسي نور الدين العبيدي الذي تولى تدريب الاهلي خلفاً للهولندي هانك تين كات تحدث عن أمل ضئيل لفريقه "النقطة التي انتزعناها من الهلال ابقتنا في دائرة المنافسة، ولكن الاهم الا نخسر اي نقطة في المباريات الثلاث المقبلة، فالامل ضعيف لكننا سنقاتل من اجل الحفاظ عليه". واضاف: "التعادل يعد نتيجة جيدة، وتحقق بفضل الروح والعزيمة والتركيز منذ بداية المباراة".