لاحظ العلماء اهتماماً شديداً من قبل إحدى اناث الشامبانزي بصغيرتها المصابة بإعاقة شديدة، في حدث يعتبرالأول من نوعه الذي يتم تسجيله. وأكد المراقبون والباحثون أن القردة الصغيرة التي عاشت 23 شهراً في حديقة للحيوانات في تنزانيا وتوفيت في وقت لاحق، لم تكن لديها أي فرصة للبقاء على قيد الحياة لولا اهتمام امها الاستثنائي بها. وهذه هي المرة الأولى التي يستطيع العلماء فيها ملاحظة اهتمام انثى الشامبانزي بصغيرها المصاب عوض أن تنبذه. وذكر موقع «بي بي سي» في تقرير أن القردة لم تكن تأكل النباتات، لذلك اعتمدت بشكل رئيس على حليب والدتها لفترة طويلة أكثر من الفترة الطبيعية للرضاعة. وقال معدو التقرير: «نعتقد أن قدرتها المحدودة على الأكل كانت بسبب افتقارها للحركة، وان معاناتها من سوء التغذية سببها اعتمادها على الرضاعة فقط». واوضح التقرير أن القردة الصغيرة عانت من قدرات بدنية محدودة، بالإضافة إلى فتق في البطن وتلف في العمود الفقري واصبع اضافي في يدها اليسرى. وبدت عيناها فارغتين وفمها غالباً نصف مفتوح، ولم تكن قادرة على الجلوس من دون دعم. وأجبرت إعاقة القردة والدتها على تغيير سلوكها، إذ توقفت الأم عن صيد النمل في الأشجار لأنها بحاجة إلى يديها لحمل صغيرتها طوال الوقت. وقال معدو التقرير إن «الأم واجهت ضغوطاً إضافية عن باقي الامهات لتوفير العناية المركزة لطفلتها»، فيما كانت شقيقة القردة المصابة البالغة من العمر 11 عاماً تلعب معها احياناً وتحملها. من جانبه، قال المعد المشارك في الدراسة من جامعة كيوتو اليابانية ميشيو ناكامورا: «كانت هناك بعض الحالات التي تعطي فيها الأم رضيعتها إلى ابنتها الكبرى، وهذا امر غير مألوف تماماً». وتابع «في حين كانت الشقيقة الكبرى تعتني بالرضيعة المعوقة، قفزت الأم على شجرة لتتغذى على الفواكة». وأوضح التقرير ان السبب المباشر للوفاة غير معروف، وربما يكون ناتجا عن المضاعفات الناجمة عن النظام الغذائي. وأفادت الدراسة أنه من غير المالوف أن تولد القرود مصابة بالإعاقة، ولم تسجل سوى حالتين فقط.