حادث "عابر" أو "فردي" (ربما) قد يثير حفيظة المعارضين لاستخدام جهاز المسح الضوئي الذي انتشر في مطارات العالم إثر محاولة شخص يشتبه تفجير طائرة متجهة الى ديترويت في 25 من ديسمبر/كانون الأول 2009. ولكنه (أي الحادث) سيطرح بلا شك تساؤلات كثيرة حول سوء استخدامه وتأثيراته على المسافرين وشركات الطيران. ويأتي إقدام موظف أمني على مغازلة زميلته إثر مرورها عبر الجهاز ليطرح أول هذه التساؤلات، وذلك رغم تأكيد صانعي الجهاز و"إدارة أمن وسائل النقل" و"حرصهم" على الحفاظ على خصوصية المسافرين. (راجع الموضوع ذا الصلة.) وسبق ذلك منع امرأتين من ركوب الطائرة لرفضهما المرور عبر جهاز المسح الضوئي، لأسباب دينية وصحية. في تفاصيل الحادثتين التي يفصلها أسبوع. - الحادثة الأولى: قال مسؤولون (رويترز) إن موظف أمن في مطار هيثرو في لندن تلقى تحذيراً من الشرطة، ويواجه اجراء تأديبياً بسبب اتهامات بمغازلة زميلة له مستخدماً جهاز ماسح ضوئي للجسم كله. وذكرت صحيفة "صن" ان الموظف (25 سنة) اطلق تعليقات بذيئة بعد ان مرت زميلته جو مارغيتسون (29 سنة) خطأً عبر جهاز المسح الضوئي الذي يمكن ان يخترق الملابس ليقدم صورة للجسم. وهذه الحالة هي الاولى من نوعها منذ بدء استخدام اجهزة المسح الضوئي التي تكشف الجسم كله في عدد من المطارات البريطانية في اعقاب محاولة قام بها شخص يشتبه انه مسلم متشدد لتفجير طائرة متجهة الى ديترويت في 25 من ديسمبر كانون الاول. وهذه الاجهزة منتشرة الان في مطارات بانحاء العالم. وتكشفت تفاصيل الواقعة التي حدثت في الصالة الخامسة بمطار هيثرو يوم 10 مارس/اذار في اليوم الذي قال فيه مشرعون ان المخاوف من ان تكون اجهزة المسح الضوئي فضولية أكثر مما ينبغي قد كان محل مبالغة. وقالت مارغيتسون لصحيفة صن انها "صدمت" مما حدث لها واخطرت الشرطة ورؤساءها في شركة بريتش اير وايز التي تدير المطار. وقالت متحدثة باسم الشركة "نتعامل بجدية تامة مع اي ادعاءات خاصة بسلوك غير ملائم او سوء استخدام للمعدات الامنية وهذه الادعاءات يجري التحقيق بشأنها." واضافت "اذا ثبت حدوثها فاننا سنتخذ رد فعل مناسبا." وقال متحدث باسم شرطة متروبوليتان ان ضباطا اخطروا بالادعاءات وان "تحذيرا بالتحرش من الدرجة الاولى صدر الى الرجل." وجادل معارضون لاجهزة المسح الضوئي بانه منذ بدء استخدامها بانها تنتهك خصوصية الافراد. - الحادثة الثانية: سبق الحادثة الأولى أن أعلن مسؤولو مطار مانشستر (يو بي أي)، في 3 مارس، أن امرأتين مُنعتا من ركوب طائرة بعدما رفضتا المرور عبر جهاز المسح الضوئي لكامل الجسم. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنه كان من المقر ان تستقل الامرأتان طائرة إلى العاصمة الباكستانية اسلام أباد، حين تم اختيارهما عشوائياً للمرور عبر جهاز المسح الجديد. واضافت الهيئة أن إحداهما رفضت لأسباب دينية والثانية لأسباب صحية المرور عبر أجهزة المسح الضوئي لكامل الجسم، التي صارت إلزامية في شباط'فبراير الماضي. ونسبت "بي بي سي" إلى متحدث باسم مطار مانشستر قوله "إن راكبتين رفضتا المرور عبر الماسحة الضوئية لأسباب طبية ودينية، فمُنعتا من الصعود إلى الطائرة، وفقاً لتوجيهات الحكومة حيال الماسحات الضوئية". واضاف أن ماسحات الجسم شكلت "تغييراً كبيراً بالنسبة للزبائن الذين يتم اختيارهم وفقاً للقواعد الجديدة، ونحن ندرك حساسية هذا الإجراء ولهذا السبب وضعنا اجراءات صارمة لطمأنتهم بأن خصوصيتهم ستكون في مأمن".