قام الرئيس الجديد لبعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر اليوم (الأحد) بزيارته الأولى إلى ليبيا، لإقناع الطرفين المتنازعين بضرورة العمل بصورة عاجلة لتشكيل حكومة وطنية. وتعيش ليبيا حال من الفوضى ونزاعاً على السلطة تسببا في انقسام البلاد قبل أكثر من العام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دولياً في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة تحالف «فجر ليبيا». زار كوبلر أمس طبرق شرق البلاد، حيث مقر البرلمان المعترف به دولياً وطرابلس اليوم، حيث التقى مسؤولين من المؤتمر الوطني العام. وقال كوبلر في تصريحات صحافية إن «مهمته تشكل استمراراً لمهمة سلفه برناردينو ليون، وأن الأهداف لا تزال توقيع اتفاق سياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية». وقدمت بعثة الأممالمتحدة خلال فترة عمل ليون إلى طرفي النزاع مسودة اتفاق سياسي شامل يهدف إلى ادخال البلاد في مرحلة انتقالية لعامين تبدا بتشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس رئاسي. لكن الطرفين رفضا التوقيع على الاتفاق بفعل الخلافات داخل معسكري كل منهما. وذكر كوبلر «لن اغير أي كلمة في نص الاتفاق، ولكن من الممكن عقد لقاء لبحث المشكلات العالقة»، مشدداً على «ثبات الموقف والاستمرارية في مفاوضات الأممالمتحدة في ليبيا. على أن الأمور ملحة. هذا الحوار مستمر لما يقارب العام وأعتقد أن الوقت حان لإبرام الاتفاقية». وأضاف «رسالتي واضحة، سوف أبدأ العملية من إذ انتهى سلفي، لا يمكننا أن نعيد فتح الاتفاق الليبي الآن. و شجعت وحضضت على التصويت الإيجابي». وتابع «كلما طال انتظارنا تعمق الانقسام، مذكراً الطرفين بمسؤولياتهما». وأضاف أنه «عدا عن توسع تنظيم داعش في بعض مناطق البلاد، فإن ليبيا التي كانت تنتج 1.6 مليون برميل يومياً تنتج اليوم 300 ألف». استولى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في حزيران (يونيو) الماضي على سرت على بعد 450 كليومتر شرق طرابلس. ويثير ذلك قلق الديبلوماسيين الغربيين والدول المجاورة المستهدفة بهجمات التنظيم المتطرف. وخلال اسابيع تبنى التنظيم اسقاط الطائرة الروسية في سيناء وتفجيري بيروت واعتداءات باريس. ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان اليوم «الأطراف الليبية في طرابلس وطبرق إلى التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة وطنية بهدف وقف اتساع سيطرة تنظيم داعش». وقال لودريان إلى «إذاعة اوروبا 1 » «ينبغي التوصل إلى اتفاق ليبي بين هذين الطرفين المتحاربين، والا فإن ذلك سيؤدي إلى انتصار داعش. الوضع يتطلب تحركا عاجلاً. داعش يسيطر على اراض انطلاقاً من سرت ويعمل على النزول نحو حقول النفط». وأضاف لودريان «على الليبيين أن يدركوا أن الاستمرار بهذا المنطق ويعني المواجهة سيكون انتحارياً، في حين أن لديهم السبل عبر توحيد قواهم للقضاء على داعش وطرده».