استعادت فصائل سورية معارضة بغطاء أميركي - تركي مناطق من تنظيم «داعش» في ريف حلب، ما اعتُبِر خطوة أولى لإقامة منطقة آمنة لاستيعاب نازحين في شمال سورية وقرب حدود تركيا. تزامن ذلك مع هروب آلاف من المدنيين من ريف اللاذقية المجاور بسبب الغارات الروسية، في وقت تعرضت مناطق في دير الزور شمال شرقي البلاد لأعنف قصف أميركي وروسي وسوري شمل 70 غارة، ما أوقع عشرات المدنيين بين قتيل وجريح. وأفادت وكالة «الأناضول» التركية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن فصائل معارضة شنت هجوماً على قريتي دلحة وحرجلة في ريف محافظة حلب الشمالية، بدعم من طائرات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. واعتبرت الوكالة أن هذا الهجوم خطوة أولى لإقامة «منطقة آمنة» في وقت لاحق تستوعب النازحين السوريين واللاجئين، الأمر الذي تُطالب به الحكومة التركية. وأشارت الى ان قوات تركمانية قادت الهجوم بدعم جوي من ست مقاتلات تركية من طراز «اف- 16» وأربع من طراز «أف- 15» وثلاث طائرات أميركية من دون طيار. وقُتِل في المعارك 70 مسلحاً من «داعش». وكانت الولاياتالمتحدةوتركيا أعلنتا أخيراً عزمهما استعادة مناطق في شمال سورية، تمتد نحو مئة كيلومتر بين جرابلس ومارع لإغلاق الحدود مع تركيا وطرد «داعش» منها. ونفذت طائرات روسية «عشرات الغارات على مناطق في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، وسط حركة نزوح للأهالي من المنطقة التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، وقصفاً جوياً مكثفاً من قبل قوات النظام»، وفق «المرصد». وجاء في بيان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض: «في ظل العدوان الوحشي الذي تتعرض له مناطق ريف اللاذقية والتصعيد العسكري الروسي والإيراني، يدعو الائتلاف الجيش السوري الحرّ وفصائل الثورة إلى إعلان النفير العام في محافظة اللاذقية، والتعاون المشترك لصدّ قوات الاحتلال ودحرها». وقال ناشطون معارضون ان قرى جبل التركمان «ِشهدت نزوحاً جماعياً إلى الحدود التركية؛ بسبب تصاعد الهجوم البري لقوات النظام والقصف العنيف للمقاتلات والبوارج الروسية للمنطقة». ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية تأكيدهم مشاركة قوات وخبراء عرب وأوروبيين في الحرب على «داعش»، خصوصاً بعد اعتداءات باريس. وأعلن الجيش الأميركي ان مقاتلات التحالف شنت 22 غارة على سورية، شملت 13 منها مناطق قرب مدينة مارع في ريف حلب، وأصابت وحدات تكتيكية وثلاثة مبان تابعة للتنظيم. وأشار إلى أن إحدى الغارات على مقربة من مدينة البوكمال في سورية، أصابت نقطة لتجميع النفط تابعة للتنظيم. وأفاد «المرصد» بأن «الطيران الروسي والتابع للنظام السوري واصلا غارات مكثفة في محافظة دير الزور، تركزت (امس) على حقل التيم النفطي (جنوب مدينة دير الزور) مستهدفة الصهاريج النفطية».