أظهرت دراسة اقتصادية حديثة صادرة عن شركة «كي بي إم جي» أن 30 في المئة من الرؤساء التنفيذيين على المستوى الدولي، يرون أنَّ المديرين الماليين لديهم غير قادرين على مواجهة التحديات، يأتي ذلك في في ظل البيئة المعقدة للاقتصاد الدولي. وبحسب الدراسة، فإن الرؤساء التنفيذيين يتوقعون دوماً من المديرين الماليين أن يكونوا شركاء استراتيجيين في شركاتهم، في وقت ذكرت فيه الدراسة الشاملة وهي دراسة مسحية على أكثر من 500 مدير تنفيذي من ست قارات، أن هذه الظاهرة جلية على الصعيد الدولي. وقالت الدراسة: «ما يريده الرؤساء التنفيذيون من المديرين الماليين لديهم هو مشاركتهم في سلم الأولويات لديهم وتحقيق كل ما يمكن أن يعود عليهم بالمنفعة التنافسية من البيئة التنظيمية القائمة على التغيير المستمر وخلق نوع من التوازن ما بين الآلية الذاتية والخدمات المشتركة وإسناد الأعمال لشركات خارجية». وتعكس النتائج التي توصلت إليها «كي بي إم جي» أنَّ أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين نحو 53 في المئة منهم، أشاروا إلى الأهمية المتزايدة للمديرين الماليين في الشركات خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأفادت الدراسة بحسب تقرير حديث صادر عن الشركة، أنَّ 48 في المئة من الرؤساء التنفيذيين يعتقدون أنَّ الخبرة الدولية هي السمة الأكثر أهمية والتي يمكن أن يكتسبها المديرون الماليون بالمقارنة مع السمات التقليدية، مثل: المواظبة والمثابرة (32 في المئة) وخبرة التنظيم (19 في المئة). كما حظيت كل من الاستراتيجية الدولية والخبرة بأولوية بارزة في الدراسة المسحية للرؤساء التنفيذيين؛ إذ وجدت أن 30 في المئة من الرؤساء التنفيذيين يعتقدون بأنَّ أعمالهم لا تجازف كفاية باستراتيجية النمو والتطور على الصعيد الدولي، و56 في المئة يعترفون بافتقارهم لآلية متطورة جداً للابتكار والإبداع. ويعتقد 47 في المئة، من الرؤساء التنفيذيين الذين أجريت الدراسة المسحية عليهم، أنَّ المديرين الماليين لديهم رغبة ليصبحوا رؤساء تنفيذيين لكن في شركة أخرى، لكن لا بدَّ من وجود عقبات أمامهم؛ فإذا أرادوا أن يصبحوا رؤساء تنفيذيين عليهم تعزيز المهارات القيادية لديهم (41 في المئة) وتوسيع نقاط التركيز لديهم (38 في المئة) والأكثر أهمية من ذلك هو التغلب على ما ينقصهم من خبرة خارج قطاع المالية (45 في المئة). وأوضحت الدراسة أن الرؤساء التنفيذيين يحددون متطلباً عالياً للمديرين الماليين، إذ يعتقد حوالى ثلثي الرؤساء التنفيذيين (63 في المئة) في الدراسة المسحية بأنَّ دور المديرين الماليين ستكون له أهمية أكبر خلال السنوات الثلاث المقبلة بالمقارنة مع دور الرؤساء التنفيذيين، ويبدو أنَّ دور المدير المالي يحظى بالأهمية الكبرى في أميركا الشمالية (91 في المئة) وفي أميركا الجنوبية (93 في المئة). وشددت نتائج الدراسة على أن المديرين الماليين عليهم إدارة العبء التنظيمي بطريقة حسنة، إذ اعتبر الرؤساء التنفيذيون أنَّ البيئة التنظيمية هي العامل الخارجي الذي سيؤثر أكثر من غيره على دور المديرين الماليين في المستقبل، وهذا الأمر لا يعتبر بالضرورة نقطة سلبية. ولفتت إلى أنه على المديرين الماليين من جيل المستقبل القادم رفع فاعلية آخر ما توصلت إليه التقنية، إذ يقول الرؤساء التنفيذيون من شركات عدة ذات أداء مميز بأنه يجب أن يكون رفع فاعلية تقنية المعلومات واستخداماتها، مثل: أنظمة إدارة موارد الشركة المدعمة بالبرامج السحابية، جل اهتمام المديرين الماليين في المستقبل، إلا أنَّ أقل من نصف الرؤساء التنفيذيين من هذه الشركات يعتقدون بأنَّ أداء الأقسام المالية لديهم يعتبر جيداً في اكتشاف وتطبيق أفضل ما توصلت إليه التقنية الجديدة. وقالت الدراسة بحسب نتائجها: «سيكون للبيانات والتحليل المنطقي دور متزايد في تحريك وتحفيز الاستراتيجيات والفوائد، إذ يؤكد 85 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في الشركات الأكثر تميزاً في أدائها أن تطبيق البيانات المالية لتحقيق النمو في الأرباح يعتبر أفضل قيمة استراتيجية يمكن للمديرين الماليين أن يفيدوا فيها الشركة التي يعملون فيها».