على رغم أن تجربة الثمانيني بال ساركوزي الفنية لم تتعد الخمس سنوات تقريباً، إلا أن وسائل الإعلام في كل مدينة عرض فيها أعماله، سلّطت الضوء بكثافة على لوحاته التي صنّفها البعض بالسريالية. هذا الاهتمام الإعلامي ليس سببه الموهبة التي ظهرت فجأة، بقدر ما يعود الأمر إلى أسباب أخرى بعيدة كل البعد من الفن. إذ أن الفنان الفرنسي الذي يعرض مجموعة كبيرة من أعماله في فندق «فور سيزينز» في القاهرة بعنوان «فوق الخيال» برعاية السفارة المجرية في مصر، ويُختتم غداً، هو والد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. اللافت في لوحات ساركوزي العديدة، تلك التي تناول فيها صوراً لعائلته، خصوصاً ابنه نيكولا وزوجته كارلا بروني، واللذان يعدان عاملاً مشتركاً يكرره في معظم معارضه التي أقامها حول العالم. لكنه يبرر ذلك قائلاً: «أنا أحب ابني وأعتز به، وأفخر كونه رئيساً لواحدة من أهم دول العالم، لذا رسمت له الكثير من اللوحات هو وزوجته». واتجه والد الرئيس الفرنسي إلى الرسم بعدما ترك العمل في مجال الإعلان، تلك المهنة التي لم يستطع التخلص من تأثيرها في ما يبدو على أعماله الفنية المعروضة، إذ امتزج الرسم والتلوين في لوحاته بالصور الفوتوغرافية المعالجة غرافيكيا. وهو ما كان يعتمد عليه في عمله بمجال الإعلان. وأول معرض أقامه ساركوزي الأب كان في العاصمة الإسبانية مدريد برعاية عمدة المدينة ألبرتو رويز والذي قيل إنه قد تغيب حينها عن كرسيه في المجلس المحلي للمدينة لافتتاح معرض والد الرئيس الفرنسي، واصفاً إياه بالحدث الفني البالغ الأهمية. وأقام بال ساركوزي ثمانية معارض خلال العام المنصرم في عواصم عدة مختلفة كان آخرها في العاصمة المجرية بودابست، غير أنه لم يقم حتى الآن معرضاً شخصياً لأعماله في باريس، مكتفياً بالمشاركة فقط في المعارض الجماعية. أما السبب فيقول: «آثرت عدم العرض في فرنسا خلال السنوات السابقة لخوفي من الاتهام باستغلال نفوذ ابني. أنا كأي فنان أريد أن يأتي الناس لرؤية أعمالي لأنها تمثل قيمة فنية وليس لأي سبب آخر». ولم ينكر بال أن وجود ابنه في قصر الإليزية ساعده كثيراً، إذ انهالت عليه الدعوات منذ تولي ابنه الرئاسة الفرنسية للعرض في كثير من المدن والعواصم حول العالم.