اعتقلت شرطة «اسكتلنديارد» البريطانية أمس، أحد أبرز مساعدي العقيد معمر القذافي، في قضية قتل الشرطية البريطانية ايفون فليتشر أمام السفارة الليبية في لندن عام 1984. وأفادت الشرطة البريطانية أن «هذا أول اعتقال مهم» في التحقيق في جريمة قتل فليتشر (25 سنة) برصاص أطلق من داخل السفارة، الأمر الذي أدى إلى قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين لفترة طويلة. وأضافت الشرطة في بيان امس، أن الليبي المعتقل في الخمسينات من عمره، وأوقفت معه امرأتان بتهمة غسل أموال. ولم تعط «اسكتلنديارد» تفاصيل عن هوية الموقوفين، لكن مصادر ديبلوماسية ليبية أبلغت «الحياة» أن المعتقل هو صالح إبراهيم المقرب جداً من القذافي، وهو احد مؤسسي حركة اللجان الثورية، الذراع الضاربة للنظام السابق. واعتقل إبراهيم الذي ينتمي إلى قبيلة ورفلة (بني وليد) في منزله في مدينة ريدينغ في مقاطعة بيركشاير جنوب شرقي بريطانيا حيث أقام منذ فراره عبر تونس، بعد اندلاع الثورة ضد القذافي في العام 2011. وكان صالح إبراهيم الذي أسس أكاديمية الدراسات العليا في طرابلس سابقاً وربطها بجامعات بريطانية عدة، واحداً من ثلاثين عنصراً رحلوا من داخل السفارة بموجب حصانة ديبلوماسية بعد حادث مقتل فليتشر، اذ كان مكلفاً مهمات أمنية على الأراضي البريطانية، بعد ابتعاثه إلى هناك للدراسة. وعلى رغم ترحيله ظل إبراهيم يتردد إلى بريطانيا في مهمات تتعلق بالجامعة التي رأسها في طرابلس. ولم يعرف ما إذا كان إبراهيم يتحرك بجواز سفر يحمل اسمه الفعلي أو آخر باسم مزور. وكان القذافي أقر ب»مسؤولية عامة لليبيا» في مقتل فليتشر، وسعى إلى تعيين صالح إبراهيم سفيراً لدى المملكة المتحدة بعد تطبيع العلاقات معها عام 2003، اثر تسوية قضية لوكربي (1988)، لكن الصحافة البريطانية شنت حملة مضادة لذلك وعنونت صحيفة «دايلي تلغراف» على صفحتها الأولى آنذاك: «لا مرحباً به»، في إشارة إلى الاشتباه بتورطه في قتل فليتشر. يذكر أن الرصاصة التي قتلت فليتشر واحدة من رصاصات عدة، أطلقت من داخل مقر السفارة الليبية في ساحة سانت جيمس في لندن، في اتجاه تظاهرة لمعارضين للنظام السابق، كانت الشرطة تؤمن الحماية لهم. وأصيب عشرة محتجين ليبيين بجروح في إطلاق النار. وتعتقد «اسكتلنديارد» أن مسدساً وسلاحاً آلياً استخدما في الحادث الذي وقع في 17 نيسان (أبريل) 1984، وتلاه حصار للسفارة لمدة 11 يوماً انتهى بالسماح بترحيل الذين كانوا في داخلها. وأتى اعتقال إبراهيم نتيجة معلومات جديدة تم الحصول عليها بعد سقوط القذافي في 2011، اذ قام ضباط بريطانيون بسبع زيارات إلى ليبيا منذ ذلك الحين في إطار التحقيقات في الجريمة. وقال أمس، ريتشارد والتون رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن، انه «خلال السنوات ال31 الماضية لم نفقد عزمنا على حل هذه القضية ومحاسبة الذين تآمروا لارتكاب هذا العمل الإجرامي».