وجهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى اسرائيل عدداً من الرسائل في خطاب ألقته أمام مؤتمر «لجنة العلاقات الاميركية الاسرائيلية» (إيباك) امس، على رأسها ضرورة وقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية، كما استعجلت «حل الدولتين» لمنع استفادة «الرافضين من الواقع الحالي» للنزاع، لافتة الى ان ايران وراء «انتشار صواريخ أكثر دقة وأطول مدى» في المنطقة. وعلمت «الحياة» ان الرئيس محمود عباس ابلغ المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل خلال محادثاتهما في عمان امس بأنه لن تكون هناك مفاوضات من اي نوع، مباشر او غير مباشر، مع اسرائيل في ظل القتل والاستيطان، مضيفا ان الظروف الراهنة غير مناسبة للعودة الى المفاوضات، في اشارة الى مقتل 4 فلسطينيين في نابلس في الضفة الغربية اخيرا برصاص الجيش الاسرائيلي وب «دم بارد». من جانبه، اكتفى ميتشل بالقول ان محادثاته مع الاسرائيليين تهدف الى اعادة صوغ الشروط التي تجعل البداية المبكرة للمحادثات غير المباشرة ممكنة. كما دعا الاطراف الى «ضبط النفس لان المطلوب الآن فترة هدوء للوصول الى اتفاق». وفي وقت لاحق، أفاد تلفزيون «العربية» أن جندياً اسرائيلياً قتل خلال اشتباك مع مقاتلين فلسطينيين قرب معبر «كيسوفيم» الحدودي مع قطاع غزة. وكانت محطة تلفزة اسرائيلية اشارت الى ان القوات الاسرائيلية اعتقلت ثلاثة متسللين من غزة خلال معركة بالرصاص على الحدود، كما اكد مصدر عسكري وقوع اشتباك. وفي واشنطن، بدأت كلينتون خطابها أمام «ايباك»، وقبل ساعات من لقائها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، بالتشديد على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين و«التي لم تكن يوما أكثر اهمية»، مضيفة ان الادارة الاميركية و«كصديقة لاسرائيل، من مسؤوليتنا قول الحقيقة حين تدعو الحاجة لذلك»، في إشارة الى الازمة الاخيرة بين الجانبين الناجمة عن خطط بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس. وفي هذا الصدد، قالت كلينتون ان «المشاريع البنائية الجديدة في القدسالشرقية والضفة تحجّم الثقة المشتركة (بين اسرائيل واميركا)، وتعرض المحادثات غير المباشرة للخطر ... وتقوّض قدرة اميركا الفريدة على لعب دور اساسي في عملية السلام»، مضيفة انها ستتابع هذا الامر خلال لقائها مع نتانياهو. وتابعت ان واشنطن «تتوقع من اسرائيل اتخاذ خطوات ملموسة تساعد في تحويل الرؤية الى واقع ... من خلال وقف الانشطة الاستيطانية، والتعامل مع الازمة الانسانية في غزة». وفي موضوع عملية السلام، حضت كلينتون «الاطراف كافة، وبينها اسرائيل، على اتخاذ خيارات صعبة انما ضرورية»، مسوّغة ذلك بأن استمرار النزاع والواقع الحالي «لا يخدم مصالح الولاياتالمتحدة»، ولا يمكن ان يبقى مستداماً لجميع الأطراف، خصوصاً في ظل ديناميكيات الديموغرافية والايديولوجيا والتكنولوجيا، بل «يعد بمزيد من العنف ... ويهدد اسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية»، كما «يقوي الرافضين الذي يزعمون ان السلام مستحيل، ويضعف هؤلاء الذين يقبلون التعايش». وخلصت الى ان «حل الدولتين هو المسار الوحيد القابل للتطبيق لضمان بقاء اسرائيل دولة ديموقراطية ويهودية». لكنها استبعدت طرح خطة سلام اميركية او «فرض حل»، مشددة على حل يستند الى «دولة فلسطينية على حدود 1967 مع تبادل اراض متفق عليه، واسرائيل دولة يهودية ذات حدود آمنة ومعترف بها». كما رحبت بمبادرة السلام العربية، داعية العرب الى «افعال تسهل مناخ المفاوضات». وكررت التشديد على هدف تحقيق السلام الشامل على جميع المسارات. وتطرقت كلينتون الى أمن اسرائيل، مشيرة الى صعوبة ضمانه في ضوء «تطور تكنولوجيا الحرب». وتحدثت عن «صواريخ ذات انظمة توجيه اكثر دقة وأطول مدى وذات قوة تدميرية كبيرة» منتشرة في المنطقة ويملك «حزب الله» و «حماس» عدداً منها، مضيفة ان «ايران وراء المنظمات الارهابية وصواريخها».