أبرمت الخطوط الجوية العربية السعودية أمس خمسة اتفاقات مع عدد من الشركات والبنوك الوطنية وبيوت الخبرة العالمية، ضمن البرنامج التنفيذي لتخصيص المؤسسة المعتمد من المجلس الاقتصادي الأعلى على ضوء خطتها الاستراتيجية.وجرى توقيع الاتفاقات في الرياض برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية الأمير سلطان بن عبدالعزيز في قصره في الرياض. وأوضح المدير العام للخطوط السعودية المهندس خالد الملحم في كلمة قبل التوقيع أن الاتفاقات نتاج دراسات علمية متخصصة، تنطلق من خطة استراتيجية لجميع قطاعات المؤسسة للسنوات المقبلة، وتهدف إلى وضع الأسس الكفيلة بإحداث نقلة نوعية لتطوير مستوى الأداء التشغيلي وتحسين الخدمات والعمل على إعادة الهيكلة الشاملة لجميع الوحدات الاستراتيجية في المؤسسة. وقال إن الاتفاقات تهدف لاستكمال مشروع تخصيصها تمهيداً لاستقطاب المستثمرين من المواطنين والقطاع الخاص على المستويين المحلي والدولي، لتصبح منظومة متكاملة من شركات متعددة تسهم في تطوير اقتصادات صناعة النقل الجوي وخدماته في المملكة، ما يكفل أن تكون محفزاً أساسياً للاقتصاد الوطني، وأن تكون المملكة المركز الأساسي لصيانة الطائرات التجارية في منطقة الشرق الأوسط، وما يتطلبه ذلك من إعداد للتحول إلى العمل التجاري وفق ما تفرضه المنافسة الكبيرة في اقتصادات صناعة النقل الجوي وخدماته بين الشركات العاملة في هذا المجال. وأكد أن «الخطوط السعودية» تسعى من خلال تنفيذ هذه الاتفاقات إلى مواكبة ما تشهده المملكة من تطورات متواصلة في شتى المجالات الاقتصادية والتنموية، ولتحقيق إضافة مميزة في مجال النقل الجوي وخدماته. وأشار إلى أن الاتفاقات التي تم توقيعها تشمل اتفاق اندماج شركة الخطوط السعودية للخدمات الأرضية المحدودة مع الشركة الوطنية لخدمات المناولة وشركة العطار للخدمات الأرضية، بهدف إنشاء شركة لتقديم الخدمات الأرضية في جميع مطارات المملكة. أما الاتفاق الثاني فهو استشاري لتمويل مشروع تحديث أسطول المؤسسة مع مجموعة سامبا المالية وبنك باريبا الفرنسي، كما تشمل الاتفاقات مشروع تخصيص الوحدة الأساسية للطيران مع البنك الأهلي التجاري كابيتال ومورغان ستانلي، في حين يتعلق الاتفاق الرابع بمشروع طرح أسهم شركة الخطوط السعودية للتموين المحدودة للاكتتاب العام مع كاليون السعودي الفرنسي. وأوضح الملحم أن الاتفاق الخامس خاص بمشروع تطوير مواقع صيانة الطائرات في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة ومنشآت شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران المحدودة، وذلك لصيانة هياكل الطائرات وكذلك مشروع توضيب المحركات. وعقب توقيع الاتفاقات ترأس الأمير سلطان بن عبدالعزيز اجتماع مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط السعودية، وقدّم خلاله الملحم عرضاً مرئياً لمنجزات مشروع تخصيص المؤسسة اشتمل على معلومات عن الإجراءات التي تمت بشأن تنفيذ متطلبات التخصيص، وتخصيص الوحدات الاستراتيجية، إضافة إلى استعراض لأهم المشاريع الاستثمارية التي تعتزم المؤسسة القيام بها من خلال الاستعانة بشركات عالمية لتنفيذ تلك المشاريع. كما تضمّن العرض ما حققته المؤسسة من معدلات في حجم الحركة التشغيلية ونقل الركاب، إذ واصلت المؤسسة تحقيق معدلات عالية في نقل الركاب، وتمكّنت للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل 60 عاماً من تخطي حاجز ال 18 مليون مسافر على المستويين الداخلي والدولي، إذ تم نقل 18.334 مليون مسافر خلال عام 2009، بزيادة 638845 مسافراً مقارنة بعام 2008، وارتفعت إيرادات المؤسسة التشغيلية بنسبة 9 في المئة وبلغت 18.154 بليون ريال. وأشار الملحم إلى تسلّم المؤسسة في نهاية العام الماضي 9 طائرات من طراز إيرباص 320، موضحاً أن عدد الطائرات التي ستتسلمها الخطوط السعودية حتى نهاية عام 2010 سيبلغ 34 طائرة، وأنه من المتوقع تسلّم طائرات الأسطول الجديد جميعها وعددها 70 طائرة من ضمنها 12 طائرة من أحدث طائرات بوينغ من طراز 300 - 700. وصادق المجلس خلال الاجتماع على القوائم المالية لعام 2008 وإقرار مشروع موازنة المؤسسة لعام 2010، إضافة إلى اتخاذ عدد من القرارات في بعض المواضيع ذات الطابع التشغيلي والتنظيمي. وأشاد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط السعودية بما حققته الخطوط السعودية من إنجازات وجهود مبذولة لرفع معدل نقل الركاب، وما تم من تحسين وتطوير مشهود في الخدمات المقدمة لهم، مشيراً إلى أهمية ما تم إنجازه في مشروع تخصيص قطاعات المؤسسة. ووجّه ببذل المزيد من الجهود لما فيه خدمة المواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين للاستمرار في مسيرة التطور والازدهار.