طهران، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أمس، أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «لم تكن صادقة» في دعوتها إلى تطبيع العلاقات بين البلدين. واتهم خامنئي أوباما ب «التآمر»، لافتاً إلى أن الشعب أحبط خطط «الأعداء لتقسيم إيران وإشعال حرب أهلية» من خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. جاء تصريح خامنئي بعد ساعات على رسالة وجهها أوباما الى طهران من خلال شريط فيديو، لمناسبة السنة الإيرانيةالجديدة التي بدأت أمس، اتهم فيها الحكومة الإيرانية ب «عزل نفسها» بسبب رفضها وقف برنامجها النووي، لكنه جدد عرضاً قدمه خلال المناسبة ذاتها العام الماضي، ب «إجراء اتصالات ديبلوماسية شاملة وحوار». وقال خامنئي: «الإدارة والرئيس الجديدان يزعمان اهتمامهما بإقامة علاقات عادلة ومنصفة، وكتبا خطابات وبعثا برسائل تقول انهما مستعدان لتطبيع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، لكنهما يفعلان عكس ذلك عملياً». ورأى في خطاب ألقاه في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، لمناسبة السنة الجديدة، أن «الإدارة الأميركية الجديدة لم تكن صادقة في الحديث عن رغبتها بتطبيع العلاقات مع إيران». وقال في إشارة إلى رسالة أوباما: «سنفحص الأمر برؤية ثاقبة، كي نحدّد هل ان ذلك حقاً يد صداقة ونيّة صادقة، أو نيّة عدائية في إطار خادع». وشدد على أن «النظرة الثاقبة للإيرانيين كشفت أن وراء القفاز المخملي الذي يرتديه الساسة الأميركيون، قبضة فولاذ». وزاد مخاطباً أوباما من دون ان يذكره بالاسم: «لا يمكنكم إبداء رغبتكم في السلام والصداقة، وفي الوقت ذاته التآمر والتخطيط للتخريب (في إيران)، والاعتقاد ان في وسعكم الإساءة إلى الأمة الإيرانية». وتابع: «بعد 8 أشهر من الأحداث التي أعقبت الانتخابات، تبنّيتم أسوأ موقف. الرئيس (الأميركي) دعم مثيري الشغب والمخربين ووصفهم بأنهم ناشطون في الحقوق المدنية». وتساءل: «تتحدثون عن حقوق الإنسان، وفي الوقت ذاته تشككون في الاندفاع الهائل للشعب الإيراني خلال الانتخابات الرئاسية، وتدعمون مجموعة من مثيري الشغب. ألا تخجلون؟ ضرب الناس وإحراق الحافلات والمباني، هل تكون هذه حركة مدنية؟». ووسط هتاف الحضور «الموت لأوباما»، قال خامنئي: «تظهر الإدارة الأميركية أحياناً وكأنها ذئب أو ثعلب وتبدو عنيفة ومتغطرسة، وتظهر مختلفة أحياناً أخرى». وأكد أن «الأعداء أرادوا تقسيم الأمة الإيرانية، وإشعال حرب أهلية، لكن الشعب الإيراني كان يقظاً». وقال: «لو نجحوا لكانت الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني أرسلا قواتهما الى شوارع طهران (دعماً للمعارضة)، لكنهم أدركوا ان هذا الأمر سيضرّ بهم. لذلك، بدأ قادة دول الاستكبار القيام بالدعاية دعماً لمثيري الشغب».