أكد ملتقى «مستقبل الطاقة البديلة» أهمية التوجه إلى مصادر الطاقة البديلة، خصوصاً أن كلفتها تسير نحو الانخفاض. وقدم عميد كلية الهندسة بجامعة أم القرى الدكتور حمزة غلمان عرضاً خلال الملتقى الذي نظمته غرفة مكةالمكرمة مساء أول من أمس، أكد خلاله أن الطاقة المتجددة موضوع الساعة على نطاق العالم، مبيناً أن كلية الهندسة بأم القرى أجرت تجارب واختبارات على طاقات الريح والشمس والموج وغيرها من الطاقات المتجددة التي لا تنفد كون مصادرها من الطبيعة، واستخداماتها تتسم برخص أسعارها وغير ملوثة وموجودة في كل مكان، وتقلل من استخدام الوقود التقليدي، وغير ضارة. ولفت غلمان إلى أنه في العام 1960 بدأ استغلال الطاقة الشمسية في السعودية من طريق شركة فرنسية، وأول مشروع كان بناء نظام للطاقة الشمسية، وجاءت مدينة الملك عبدالله تتويجاً لهذا التوجه. وأضاف: «تطور كلفة انتاج الطاقة المتجددة تسير نحو الانخفاض عبر التاريخ، فطاقة الرياح كانت تعادل 32 سنتاً أميركياً في العام 1980، وانخفضت إلى 8 سنتات بعد 8 أعوام، ويتوقع أن تصل إلى ثلاث سنتات في العام 2030»، معتبراً أن الأجواء المشمسة في المنطقة العربية، وفي مكة على وجه الخصوص كنز ينبغي استغلاله. بدوره، اعتبر أمين مكةالمكرمة الدكتور أسامة البار أن العاصمة المقدسة تتجه بخطى ثابتة لتتحول إلى مدينة ذكية، مستندة على ما تمتلكه من طاقة شمسية وبديلة، ولإيمانها بضرورة وقف الهدر في الطاقة الذي يعتبر أحد مبادئ المدن الذكية، والتوجه بالاقتصاد نحو موارد مستدامة، مؤكداً وجود هدر كبير في مجال الطاقة على مستوى المملكة. وأوضح البار خلال ملتقى «مستقبل الطاقة البديلة» الذي نظمته غرفة مكةالمكرمة مساء أول من أمس، أن وجود السعودية في الحزام المداري ميزها عن كثير من دول العالم، إذ إن مدار السرطان يمر بمدينة رابغ على دائرة 23 درجة شمالاً، وتكون الشمس متعامدة على مدينة مكة لفترة تقارب أربعة أشهر تستمر من أيار (مايو) حتى آب (أغسطس)، وهذا يعكس توفر طاقات كبيرة يمكن استغلالها، إذ إن طول النهار لا يقل عن 11 ساعة يومياً، وهو أقصر يوم في العام. وحول طاقة الرياح وبقية الطاقات المتجددة، أشار البار إلى أن البترول مادة ناضبة، ويجب حساب هذا الأثر مستقبلاً، فعند حساب الجدوى الاقتصادية يجب أن نعرف السعر الحقيقي للبترول، ونعطي هذه المجالات الحديثة التي توفر الطاقة حقها من البحث والدراسة ثم الاستخدام. وأضاف: «هناك حراك يحقق الارتقاء لمبدأ العزل الحراري في المباني لرفع كفاءة المبنى في استخدام الطاقة الذي سينعكس إيجاباً في مكة وبقية مدن المملكة، لا سيما أن الدولة تتجه نحو استخدام الطاقة البديلة من خلال الأمر السامي بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، ودعمها لجميع الأبحاث والدراسات في هذا المجال». وتحدث البار عن توجه أمانة العاصمة المقدسة لتحقيق مشروعها الضخم قريباً، والمتمثل في المحطة الشمسية الأولى على مستوى المملكة في تفعيل مصادر الطاقة المتجددة كتوجه جاد من الدولة. من جهته، أكد عضو مجلس إدارة غرفة مكة رئيس اللجنة التجارية حسن كنسارة، مواكبة غرفة مكة للتطورات في جميع القطاعات التجارية والصناعية، إذ أكملت الكثير من الأعمال التي تخدم المجتمع، واصفاً مستقبل الطاقة البديلة بأنه مشرق، خصوصاً أن الطبيعة تمنح كميات ضخمة من الطاقة غير المحدودة، فالرياح يمكن أن تنتج ضعف ما ينتجه لنا الماء حالياً، ولو استخدمت طاقة المد والجزر في توليد الطاقة لكفتنا حاجتنا منها، مشيراً إلى أن الطاقة البديلة هي التي ستحقق في المستقبل مبدأ التنمية المستدامة.