يترقب السعوديون خمسة أيام من التقلبات المناخية المتعددة، التي تشمل جميع المناطق السعودية، وتستمر حتى يوم (الخميس) المقبل، بحسب توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. واستقبلت جوالات السعوديين والمقيمين منذ مساء السبت الماضي، رسالة نصية من «الأرصاد»، تشير إلى توقعات بهطول أمطار، وصفتها ب«الغزيرة» على المناطق الساحلية للبحر الأحمر، بدءاً من سواحل منطقة تبوك شمالاً، وصولاً إلى مدينة جدة في منطقة مكةالمكرمة. وبحسب «الأرصاد» فإن التغيرات على أجواء السعودية ستبدأ منذ يوم (الأحد)، وتستمر خمسة أيام. وتشمل أمطاراً غزيرة من المتوقع هطولها اليوم (الإثنين)، على عدد من المناطق السعودية. وقالت: «تشير آخر التحديثات لنماذج التوقعات العددية في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إلى تأثر أجواء المملكة بنشاط الرياح الجنوبية المثيرة للأتربة والغبار اعتباراً من يوم (الأحد)، على مناطق غرب وشمال غربي المملكة». توقعت أن يبدأ هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة من صباح اليوم (الإثنين) على منطقة تبوك، تكون أكثر غزارة على المحافظات الساحلية (الوجه، وضبا، وحقل، وأملج)، تمتد إلى مناطق الجوف والحدود الشمالية. ويستمر تأثير الحال من مساء اليوم (الإثنين) إلى صباح الأربعاء المقبل، بهطول أمطار رعدية متوسطة الغزارة على مناطق المدينةالمنورة (تكون أكثر غزارة على محافظة ينبع)، ومكةالمكرمة (تشمل محافظتي رابغ وجدة)، وكذلك مناطق حائل، والقصيم والأجزاء الشمالية لمنطقة الرياض والمنطقة الشرقية»، مشيرة إلى أن البدء في تدفق الكتل الهوائية الباردة، وخصوصاً على مناطق الواقعة شمال السعودية، وسيبدأ منذ يوم غد (الثلثاء). وزادت: «يعمل دخول وتدفق الكتلة الهوائية الباردة على انخفاض درجات الحرارة بشكل ملموس، وبدرجات تتفاوت بين أربع إلى سبع درجات، إذ ستكون المناطق الواقعة في الشمال الأكثر تأثراً بهذه الكتلة الهوائية، التي من المتوقع أن تنخفض بها درجات الحرارة بمعدلات أكبر من بقية المناطق السعودية، التي ستشهد هي الأخرى انخفاضاً في درجات الحرارة المسجلة عما هي عليه الآن». وفي السياق ذاته، طالبت مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة بتوخي الحذر واتباع الإرشادات أثناء هطول الأمطار، والتركيز على الإرشادات الدائمة التي يبثها الدفاع المدني، من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والأخذ في الاعتبار أن عبور الأودية أو البقاء فيها أثناء فترة التنبيه يشكل خطراً على الأرواح والممتلكات». ونصحت بالابتعاد عن المجسمات الجمالية الموجودة في الشواطئ والأشجار وأعمدة الإنارة والمباني قيد الإنشاء، «لما تحويه من أدوات متلقية للصعقات الكهربائية، وكذلك تجنب أعمال الصيانة على الأسطح أثناء تأثر المنطقة في الحال الجوية، التي تصاحبها رياح سطحية مثيرة للأتربة، مؤكدة أن جميع هذه الحالات تشكل خطورة على الأرواح. وأوضحت مديرية الدفاع المدني أنها تسعى من خلال الجانب التوعوي وإرشاد المواطنين والمقيمين كافة، تجنب الجميع كثيراً من المخاطر. وزادت: «إن منطقة مكةالمكرمة - بحسب ما وردنا من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة - تتأثر أجوائها في منخفض جوي، إذ تتوقع حال من عدم الاستقرار في الطقس، يتبعها هطول أمطار على منطقة مكةالمكرمة، تراوح من متوسطة إلى غزيرة اعتباراً من غدٍ (اليوم الإثنين)، وتشير التوقعات إلى أن هطول الأمطار يكون أكثر غزارة على الأجزاء الساحلية خلال الأيام المقبلة، ونتيجة لذلك وضعت مديرية المنطقة، ممثلة بالإدارات العامة التابعة لها كافة، استعداداتها لمواجهة الحال الجوية». يُذكر أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة توقعت أن يشهد فصل الخريف الحالي وفصل الشتاء المقبل موجة من التغيرات المناخية، بسبب ظاهرة «النينو»، التي تشكلت في وقت سابق في المحيط الهادي، وأسهمت في رفع درجة حرارته عن المعدل الطبيعي. وتؤثر ظاهرة «النينو» بشكل مباشر في الأجواء السعودية من خلال زيادة في معدلات الأمطار التي تهطل عليها أثناء تكون هذه الظاهرة، ففي عام 2009 كانت «النينو» في درجة متوسطة وأسهم في هطول أمطار بكميات غير مسبوقة على مدينة جدة، ما تسبب في جريان السيول، وتسجيل حالات وفيات تُعد الأولى من نوعها في السعودية.