يسود هدوء حذر مدينة طوزخورماتو، في محافظة صلاح الدين شمال العراق، بعد أيام من المواجهات العنيفة بين «البيشمركة» الكردية و «الحشد الشعبي» التركماني، لكن المخاوف من عودة الإقتتال ومن تمدده إلى المناطق المجاورة ما زال قائماً. وقال رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي ل «الحياة» إن رئيس الوزراء حيدر العبادي «أرسل وفداً إلى طوزخورماتو لتثبيت ما توصل اليه المسؤولون المحليون من اتفاقات لوقف النار، وإطلاق الرهائن من الجانبين وادارة البلدة أنيا بشكل مشترك»، مشيراً إلى أن «المفاوضات التي أجريت وما صدر عنها من اتفاقات كلها هشة لم تضع حداً للأزمة حتى». وطالب الصالحي الأطراف المتنازعة ب «التوقف عن تلك الأعمال والعودة الى الحوار لأنها تجعل المدينة عرضة للمتربصين، خصوصاً ان الامر قد لا يؤثر في طوزخورماتو وحدها او حتى في كركوك وانما في مناطق أبعد من ذلك». الى ذلك، أعلنت القيادية في التحالف الكردستاني آلاء طلباني ل «الحياة» ان «الاتحاد يدين ويستنكر ما جرى في طوزخورماتو لأن تلك المواجهات يجب أن لا تكون داخلية وانما ضد عدو مشترك للجميع». وأضافت طالباني التي تعد أحد الأعضاء المؤثرين في «الإتحاد الوطني» الذي يملك قاعدة جماهيرية في طوزخورماتو: «على الجميع الإنتباه إلى ما جرى لأن هناك ماكينة تتحرك وهناك خلايا نائمة تسعى إلى نشر الفوضى عبر اللعب على وتر الطائفية والقومية لذلك نحن مقتنعون بأن الحرب لا رابح فيها وتجربتنا في الحرب الداخلية في كردستان خير دليل». وشارك إيرانيون، بينهم إقبال محمد إقبال المعروف بإقبال آغا في تهدئة الأوضاع وإيجاد مخرج للأزمة. ميدانياً، قال مصدر في الشرطة برتبة عقيد، مفضلاً عدم نشر اسمه ل «الحياة» إن «الوضع أفضل في المدينة وقلت أصوات الرصاص. ولكن المتاجر والمؤسسات الحكومية مغلقة، وقد تعرضت اسواق كاملة للحرق ومنازل في احياء مختلطة ايضاً يجري حصرها». وأضاف ان «الحركة طبيعية على الطريق الدولي الرابط بين بغداد ومحافظة كركوك وأقليم كردستان، ويخضع العابرون للتدقيق في هوياتهم». وأشار إلى أن «رهائن أطلقوا في اطار التهدئة، لكن خمسة من الأكراد ومثلهم من التركمان ما زالوا قيد الاحتجاز»، لكنه قال ان «مدنياً كردياً قتل بنيران قناصة». وقال ناطق باسم الجبهة التركمانية ل «الحياة» ان «احد أبرز الشخصيات ما زال محتجزاً لدى الجانب الكردي وهو جودت قاضي أوغلو». ويتطلع النواب والمسؤولون الذين وصلوا إلى طوزخورماتو لتسوية الأزمة، بعدما اتفقوا مع الجهات الكردية والتركمانية في المدينة على تشكيل قوة مشتركة، وحصر الخسائر لتعويض أصحابها». ويضم الوفد الحكومي كلاً من طورهان المفتي والنواب جاسم محمد جعفر وأرشد الصالحي، من التركمان، وشوان الداودي ومستشار رئيس الجمهورية خالد شواني، من الاكراد. الى ذلك، قال القيادي في منظمة بدر ووزير حقوق الانسان السابق محمد مهدي البياتي انه تعرض لمحاولة اغتيال وسط طوزخورماتو.