أكد أعضاء من العرب والتركمان في مجلس محافظة كركوك أن قضاء طوزخورماتو أصبح «ضحية الخلافات بين أربيل وبغداد، والتدخلات الإقليمية»، فيما نفت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان انتشار قواتها داخل القضاء، باستثناء قوات الطوارئ التابعة لوزارة داخلية الإقليم. وكان قائممقام قضاء طوزخورماتو شلال عبدول دعا إلى فك ارتباط إدارة القضاء بمحافظة صلاح الدين وإلحاقها بمحافظة كركوك «لفشل الأجهزة الأمنية في الحد من مسلسل الهجمات التي تضرب القضاء». وحظي القرار بدعم كردي، قابله رفض من قبل العرب والتركمان الذين اعتبروا أن خلف الخطوة «أغراض سياسية وليس أمنية». وقال الناطق باسم الجبهة التركمانية علي مهدي ل «الحياة»، إن «طوزخورماتو أصبح صفقة بين أطراف سياسية، والضحية هي أهلها من التركمان»، مشيراً إلى أن «الحكومة المركزية فشلت في إيجاد حل، رغم إرسالها لجنة قبل أكثر من خمسة شهور، ونحن نرفض وجود عدة قوات، منها تابعة للحكومة المركزية وأخرى من إقليم كردستان، أو المطالب بضم القضاء إلى كركوك، فهذا لن يحل المشكلة بل يعقدها ويظهر أنها سياسية وليست أمنية، وتحقيق الأمن سيتم عبر تشكيل قوات مشتركة من أبنائه، وهناك أطراف تحاول التلاعب في تغيير مسار المشكلة الأمنية إلى سياسية». ونجا رئيس الجبهة التركمانية ارشد الصالحي أمس من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه، جنوبي كركوك. وأضاف مهدي أن «القضاء أصبح ضحية للصراع والخلافات الدائرة بين بغداد وأربيل»، واعتبر أن «محاولة اغتيال الصالحي هدفها الحد من تحركات التركمان وإبعادهم من قبل جهات وأطراف عدة»، لافتاً إلى «وجود تدخلات إقليمية في كل ما يتعرض له العراق من تدهور أمني وسياسي». من جانبه قال العضو العربي في مجلس كركوك برهان مزهر العاصي ل «الحياة»، إن «تبعية طوزخورماتو لمحافظة صلاح الدين يحتم على الحكومة المركزية إبداء الموقف إزاء انتشار قوات البيشمركة فيه من عدمه، وبما أن المسألة محصورة بين البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية، فهي قضية اتحادية، والحكومة المركزية هي صاحبة القرار»، مشيراً إلى أن «المطالبة بضم القضاء إلى كركوك من شأنه أن يفتح باباً بوجه البلاد هي غنية عنه». وأوضح العاصي أن «العراق له مكانة يحسب لها في الشرق الأوسط، وليس من حق أي سياسي أن يتصرف كما يشاء لتقسيمه. والاتفاقات التي سبقت تفاقم مشكلة طوزخورماتو تنص على رفض أي تدخلات خارجية. ومعلوم أن هناك أغراضاً سياسية من وراء ضم القضاء إلى كركوك، وبعض الأطراف تعمل على مبدأ المساومات السياسية». وتصاعدت وتيرة الهجمات في قضاء طوزخورماتو (شرق تكريت) الذي يقطنه خليط سكاني من العرب والأكراد والتركمان. ويشدد الأكراد أن القضاء كان يتبع محافظة كركوك ثم أُلحق بمحافظة صلاح الدين من قبل النظام العراقي السابق «ضمن سياسة التعريب» التي انتهجها ضد المناطق الكردية.