طغى هجوم باريس على مناظرة بين ثلاثة طامحين الى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لخوض انتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة العام المقبل. ورفضت وزرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الحديث عن «حرب مع الاسلام»، داعية العالم الى الاتحاد ل»القضاء على الفكر الجهادي المتشدد». لكن خصمها السيناتور بيرني ساندرز ذكّرها بتأييدها غزو العراق عام 2003، معتبراً أن الأمر «أدى إلى ظهور» تنظيمَي «القاعدة» و»داعش». وكان يُفترض ان يركّز المرشحون، وهم: كلينتون وساندرز والحاكم السابق لماريلاند مارتن اومالي، على مسائل اقتصادية في المناظرة التي جرت في دي موين في ولاية آيوا، وهي الثانية قبل الانتخابات التمهيدية. لكن هجوم باريس وقضايا شائكة متعلقة بالأمن القومي والارهاب، وأزمة اللاجئين، طغت على نصف الساعة الاولى للمناظرة التي استمرت ساعتين وبثّتها شبكة «سي بي أس». ورفضت كلينتون حديث مرشحين جمهوريين عن «إسلام متطرف»، قائلة: «لسنا في حرب مع الاسلام، بل مع التطرف العنيف. نحن في حرب ضد الذين يستخدمون الدين بهدف الوصول الى السلطة وممارسة القمع». وأضافت: «علينا ان نكون مصممين على توحيد العالم والقضاء على الفكر الجهادي المتشدد الذي يحرك تنظيمات مثل «داعش»، التنظيم الارهابي العنيف والهمجي والعديم الشفقة. المعركة لا يمكن ان تكون معركة الولاياتالمتحدة وحدها، مع ان القيادة الاميركية ضرورية فيها». أما ساندرز ذو الميول الاشتراكية فرأى ان الولاياتالمتحدة تتحمل جزءاً من المسؤولية عن تأسيس «داعش»، بعدما غزت العراق عام 2003، في خطوة أيدتها كلينتون آنذاك في الكونغرس. ولفت الى ان «الاجتياح الكارثي للعراق، والذي عارضته بشدة، كان واحداً من أسوأ أخطاء السياسة الخارجية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة»، مشدداً على انه «زعزع استقرار المنطقة في شكل كامل، وأدى الى صعود تنظيمَي القاعدة وداعش». وتابع: «أعتقد بأن أي شخص عاقل سيوافق على أن غزو العراق أدى إلى المستوى الهائل من عدم الاستقرار الذي نشهده الآن». لكن كلينتون التي أقرّت بخطأ تصويتها على قرار الغزو، نبّهت الى وجوب وضعه في السياق التاريخي لسنوات الارهاب قبل الاجتياح. وفي تناقض مع تصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث فيها عن «احتواء داعش»، قالت الوزيرة السابقة: «علينا أن ننظر إلى التنظيم باعتباره التهديد الرئيس في شبكة إرهاب دولية. لا يمكن احتواؤه ويجب دحره». واعتبر ساندرز ان التهديد الاساسي للامن القومي للولايات المتحدة يبقى الاحترار المناخي، اذ رأى أن «تنامي الارهاب مرتبط في شكل مباشر بتغيّرات المناخ». وجدّد المرشحون الثلاثة تأييدهم استقبال لاجئين فارين من سورية، لكنهم شددوا على ضرورة اخذ احتياطات للحؤول دون تسلّل متطرفين بينهم. وأعربت كلينتون عن أمل باستضافة 65 الف لاجئ من سورية، بدل 10 آلاف كما اعلنت الادارة الاميركية. لكنها اشترطت إنجاز ذلك «وفق آلية للتحقق والمراقبة»، وتابعت:» «لا أريد بأي شكل ان نسمح بدخول اشخاص يريدون إيذاءنا». واثارت علاقات كلينتون مع قطاع الاعمال في وول ستريت نقاشاً حاداً في المناظرة، اذ ذكّر ساندرز بأن الوزيرة السابقة تلقّت خلال مسيرتها السياسية الطويلة هبات قيمتها ملايين الدولارات من مصرفيين. وأضاف: «يجب ألا نكون ساذجين، فهم يتوقعون شيئاً في بالمقابل». وشدد على أن «وول ستريت تتمتع بنفوذ اقتصادي وسياسي هائل. والنموذج الاقتصادي الذي تنتهجه يستند الى الجشع والفساد». في غضون ذلك، برر دونالد ترامب الذي يسعى الى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، الحصيلة المرتفعة لهجوم باريس، بحظر فرنسا حمل أسلحة. وخاطب أنصاره في تجمّع انتخابي قائلاً: «لا أحد (من الضحايا) كان يملك سلاحاً، وكان (الارهابيون) يقتلونهم واحداً تلو آخر. لو كانوا مسلحين، لو كان لديهم الحق بحمل السلاح، لاختلف الوضع كثيراً».