تواصلت أمس فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وعقدت ندوة بعنوان «القيم الإنسانية المشتركة»، شارك فيها كل من الشيخ عبدالله بن بيه والدكتور سيد عطا الله مهجاراني والدكتور حميدة النفير والدكتور خليل جهشان.وقال بن بيه في ورقته: «إن القيم عبارة عما يكون به الشيء مقدراً من الناحية الأخلاقية والفكرية والبدنية. ما يقدم كمعيار شخصي أو اجتماعي أو الجمال أو الخير. وتشير القيمة إلى الخصلة الحميدة والخلة الشريفة التي يحصر الإنسان على الاتصاف بها كحرصه على اقتناء الأشياء الثمينة والاحتفاظ بها، والقيمة ثمن الشيء الذي يقوم به مقامه»، متسائلاً: «هل هناك قيم مشتركة؟» وأجاب: «لقد اختلف الفلاسفة في هذه المسألة الأساسية اختلافاً شديداً وذهبوا فيها مذاهب، فكانوا طرائق قدداً، وأجمل الكلام في موقفين هما موقف من يقول بالنسيبة أي أن القيمة نسيبة ولا توجد قيم عامة بغض النظر عن العنوان الذي يوضع ذلك تحته ومن يقول بعموم القيم بغض النظر عن دوافعه». وأكد الدكتور خليل جهشان في ورقته بإن القيم ليست اختراعاً جديداً بل هي موجودة، وان المفكرين يكافحون من أجل إيجاد قائمة لهذه القيم، ورأى أن من هذه القيم المشتركة الحب والعاطفة والصدق والكرم والرحمة والتسامح واحترام الآخرين. وأشاد جهشان بما قامت به المملكة من عمليات استباقية في طرح فكرة الحوار، «خصوصاً وأن الحوار معركة والمملكة أجادت قيادة هذه المعركة بالشكل الصحيح، على حد تعبيره، معتبراً في الوقت نفسه أن غالبية العوامل الموجودة الآن، تشير إلى الإحباط في سير عملية الحوار، ولكن هذا لا يمنع في الوقت نفسه من التفاؤل والعمل على الحوار قد الإمكان. فيما أوضح الدكتور حميدة النفير أن التحاور لا يجب أن يفسر أو يفهم على أنه تنازل، بل يجب ألا يكون كذلك. وأعتبر أن دلائل المشترك الإنساني موجودة في القرآن، وكذلك الممارسة الحضارية عند المسلمين عبر عصور مختلفة بدءاً بالعهد الأول وهي تشير إلى استيعابهم لهذا الخطاب وتفعليه والعمل عليه. وأكد أننا نعيش لحظة حضارية وهي مفتاح للحوار، وذلك بسبب التقارب المكاني والزماني مما أوجد تعددية مختلفة تسهل لإنشاء وسيلة لإدراك الذات والعمل على الحوار بشكل أفضل.