قدّم الفرنسيون مأوىً للناجين من الإعتداءات التي ضربت باريس أول من أمس (الجمعة)، من خلال وسم (هاشتاغ) أطلقوه على موقع «تويتر» تحت إسم "الباب المفتوح" (Porte Ouverte)، للإشارة إلى أنّ أبواب بيوتهم مفتوحة لمن يبحث عن مكان يبيت فيه، فيما أطلق آخرون "هاشتاغ" «أبحث في باريس» لمعرفة أي معلومات عن أفراد عائلات وأصدقاء فُقد الإتصال بهم بعد الاعتداءات. وإثر الاعتداءات، نصح مسؤولو شرطة باريس المواطنين بالبقاء داخل منازلهم، فيما أغلق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حدود البلاد، معلناً حال الطوارئ. وتفاعل المغردون عبر "هاشتاغ" «الباب المفتوح»، مطلقين دعوات عدة لتقديم العون والمساعدة لمن يبحث عن مأوى، فكتب أحدهم: «إذا كنت في باريس وكنت في حاجة إلى مكان آمن، نحن نوفر لك منازل آمنة للبقاء فيها». وكتب آخر: «إذا كان الناس بالقرب من كورنتين (منطقة في العاصمة باريس)، ويبحثون عن مكان آمن، يمكنهم أن يأتوا إلى منزلنا. فقط اتصل بي». وأبرز الدعوات التي أطلقها الباريسيون عبر وسم «الباب المفتوح»، تمثلت بتقديم مساعدات ومأوى في المناطق القريبة من مواقع الاعتداءات، فكتب بينوا جوبير: «شارع سانت مور في الدائرة 11، لدينا غرفة لك». ونشرت سارة تغريدة قالت فيها: «لدي منزل في الدائرة 18، وأنا أتكلم الإنكليزية والفرنسية»، فيما كتب ارنو دوبوي: «لدي غرفة للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل قرب شاتليه». وأبدى الكثير من المعلقين تقديرهم لهؤلاء الأشخاص وموقفهم النبيل في السعي إلى المساعدة. وكان لهاشتاغ «أبحث في باريس» تأثير بالغ في تقديم المساعدة والمعلومات عن الأشخاص الذين فُقد الاتصال بهم بعدما كانوا ضمن أو بالقرب من أماكن حدوث الاعتداءات الإرهابية في باريس، إذ بدأ أقارب هؤلاء المفقودين بإرسال معلومات عن ذويهم، مثل أسمائهم وصورهم وأماكن وجودهم عند حدوث الاعتداءات. ومن هذه المشاركات، ما كتبه أقارب فرانسوا كزافييه بريفو، الذي كان موجوداً في مسرح «باتاكلان»، يسألون إن كان أحد رآه أو يعرف عنه شيئاً، ليفاجأوا برد من أحد المشاركين يخبرهم بأن فرانسوا توفي في الحادث. وكتب آخر: «نحن نبحث عن ماري، التي كانت في باتاكلان، ليس لدينا أي أخبار عنها. إذا رآها أحد، يرجى الاتصال»، ونُشرت التغريدة مع صورة لماري. وكتبت لوري جاديه: «إذا كنت تعرف أي شي عن كريستوف الذي كان في باتاكلان هذه الليلة، الرجاء إبلاغنا». وبالإضافة إلى «تويتر»، قدم موقع «فايسبوك» ميزة اسمها «التحقق من السلامة» تسمح للمستخدمين الذين كان من المحتمل وجودهم في أماكن الاعتداءات، بإظهار أنهم بخير، ما ساهم بطمأنة عدد كبير من الأشخاص لم يتمكنوا من التواصل أو معرفة أي شيء عن أقاربهم. وقتل 129 شخصاً وأصيب 352 آخرون، 99 منهم في حال خطرة، نتيجة الاعتداءات التي ضربت أماكن عدة من العاصمة الفرنسية، منها «استاد فرنسا الدولي»، ومسرح «باتاكلان». وتأتي هذه الهجمات بعد عشرة أشهر على الاعتداءين اللّذين شنهما متطرفون في قلب العاصمة الفرنسية ضد أسبوعية «شارلي إيبدو» الهزلية ومتجر يهودي، وأوقعا 17 قتيلاً.