بردو بري كرانيو (سلوفينيا) - رويترز - كشفت قمة دول البلقان في سلوفينيا تستهدف إحياء التعاون الإقليمي عن انقسامات عميقة بين بلدان المنطقة على رغم القاسم المشترك بينها والمتمثل بالسعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ورفضت صربيا وهي أكبر دول المنطقة حضور القمة إلا إذا شاركت فيها كوسوفو التي كانت تابعة لها كإقليم تحت إدارة الأممالمتحدة، وهو ما رفضته بريشتينا. وشارك في المؤتمر الذي عقد في قصر الرئاسة في سفح جبال الألب سبع رؤساء للوزراء من دول المنطقة. واعتبروا إن الاجتماع خطوة في الاتجاه الصحيح حتى من دون مشاركة صربيا. وأكد هاشم تقي رئيس وزراء كوسوفو إن «التعاون لا المقاطعة» هو هدف دولته. وزاد: «هذه فرصة جيدة للغاية لكي يطرح كل زعيم في بلادنا رؤيته للسلام والاستقرار والتعاون الإقليمي والاندماج في الاتحاد الأوروبي.» وبعد مرور نحو 20 سنة على تفكك يوغوسلافيا الدامي، فإن سلوفينيا هي الدولة الوحيدة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004. وتتطلع كرواتيا إلى الانضمام للاتحاد عام 2012، بينما يتعين على الدول الأخرى أن تمضي في طريق طويلة، من محطاتها تطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية، بينما يتعين على صربيا أن تتعاون مع محكمة الأممالمتحدة لجرائم الحرب وأن تظهر موقفاً بنّاء أكثر تجاه كوسوفو. وأسف صالح بريشا رئيس وزراء ألبانيا لغياب الرئيس الصربي بوريس تاديتش، خصوصاً أن «هذا الاجتماع مهم للغاية في شأن التعاون الإقليمي، والتطلع إلى مستقبل أوروبي وإلى الاندماج». وعلى رغم تراجع حدة المشاعر القومية التي أشعلت الحروب العرقية في البلقان بعد تفكك يوغوسلافيا، لا تزال هناك صراعات في المنطقة تتعلق بالحدود المشتركة ومشاكل اقتصادية. ففي البوسنة شلل سياسي مستمر وطوائف وإثنيات مختلفة لم تتمكن حتى الآن من إطلاق عجلة إصلاحات. ولا تزال ألبانيا في مرحلة انتقالية بعد اعوام من حكم شيوعي، وتحاول مضاعفة جهودها كي تصبح ديموقراطية. أما التطور في مقدونيا فمرتبط في شكل مباشر بنزاعها مع اليونان. وعلى رغم «العقدة الصربية» الرافضة الاعتراف باستقلال كوسوفو، يعتقد مراقبون وسياسيون أن بلغراد ستغيّر موقفها قريباً بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية في لاهاي في قضية شرعية هذا الاستقلال.