وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تونس أمس، للمشاركة في حوار استراتيجي يهدف إلى تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية مع الديموقراطية الناشئة في ذلك البلد الذي يُعتبَر مهد الربيع العربي، وأصبحت واشنطن تعتبره «حليفاً رئيسياً». وعبّر كيري عن استعداد بلاده لدعم تونس في مكافحة التهديدات الإرهابية القادمة من ليبيا، فيما نفذت وحدات أمنية تونسية حملة واسعة تهدف إلى تفكيك خلية مسلحة تخطط لهجمات في تونس. وجدد كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي الطيب البكوش أمس، مساندة بلاده لتونس في «مكافحة التهديدات الإرهابية القادمة من ليبيا»، وقال إنه من المنتظر أن يزور مستشارون عسكريون أميركيون تونس بعد أسبوعين للقاء نظرائهم التونسيين، «لتقييم احتياجات البلد العسكرية وسيتم البحث في تزويد تونس بطائرات استطلاع من دون طيار». وسيفتتح كيري مجموعات العمل الثلاث (الأمن والاقتصاد والشراكة السياسية) للحوار الاستراتيجي. كما تضمن برنامج زيارته لقاءات مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والرباعي التونسي الراعي للحوار الوطني الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2015 الحالي. وأشاد كيري بالتجربة التونسية في عملية الانتقال السياسي نحو الديموقراطية، وقال: «رغم كل الصعوبات نجحت تونس في الحوار، وإن الديموقراطية تحتاج لاقتصاد شفاف لا مكان فيه للفساد». وطلب البكوش من نظيره الأميركي «دعم» بلاده في مراقبة حدودها مع ليبيا، لمنع تدفق الأسلحة والإرهابيين نحو تونس. وقال البكوش في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري: «نحن في حاجة إلى دعم الولاياتالمتحدة لكي نكون أقدر على مراقبة حدودنا وحتى نمنع دخول الاسلحة والارهابيين إلى تونس». وأفاد أن «فنيين ومختصين (أميركيين وتونسيين) في المجال العسكري» سيجتمعون في «الأيام القادمة» من أجل «تفعيل» التعاون بين البلدين في مجال مراقبة الحدود. وأضاف: «نحن متفقون (مع الولاياتالمتحدة) على ضرورة التوصل بأسرع وقت ممكن الى حل سلمي سياسي في ليبيا لأن هذه الأزمة تشكّل مصدر قلق كبير من الناحية الأمنية، حيث بدأ يعشش الإرهاب ويتم تسليح شباب تونسي وإرساله للقتال في بؤر التوتر، ويهدد رجوعه أحياناً أمن تونس». وصرح السفير الأميركي لدى تونس دانيال روبنشتاين خلال لقائه وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني بأن بلاده «تواصل دعم جهود تونس العسكرية في مكافحة الإرهاب من خلال تعزيز القدرات العملياتية للجيش ومده بالمعدات ودعم التنسيق الاستخباراتي». وأوضح السفير الأميركي أن دعم بلاده لتونس يتركز أساساً على «تكوين الجيش والتدريب ومدّه بالمعدات، إلى جانب دعم التنسيق وتبادل المعلومات في شأن مكافحة الإرهاب». في غضون ذلك، تابعت الوحدات الأمنية التونسية تنفيذ عملية واسعة النطاق بدأتها منذ 3 أيام من أجل القبض على «خلية إرهابية خطرة» تخطط لاستهداف منشآت أمنية حيوية وشخصيات سياسية وقادة أمنيين. ورغم مواصلة وزارة الداخلية التكتم على سير العمليات الأمنية «حفاظاً على نجاعة العملية وسلامة الوحدات الأمنية»، إلا أن مصادر مأذونة ذكرت أن الحملة أسفرت عن اعتقال أحد المتهمين بمحاولة اغتيال النائب رضا شرف الدين. وكان شرف الدين، النائب عن حزب «نداء تونس» الحاكم، رجل الأعمال، رئيس فريق النجم الرياضي الساحلي المشهور، تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة مطلع الشهر الماضي في محافظة سوسة.