صُممت للاستخدام العسكري قبل أكثر من 35 عاماً، وعُرفت كونها مركبة رباعية الدفع مخصصة للخدمة الشاقة. لكن، مرسيدس- بنز أرادت استثمارها أيضاً للاستخدام المدني، من خلال إضافة لمسات مُترفة وتجهيزات تنافس العروض التجارية الأخرى المخصصة لتحدّي الطرق الوعرة تحديداً. إنها الفئة G التي تتميز بقدرات فائقة تكفلها الاستعانة بثلاثة تروس تفاضلية قابلة للإيصاد لم تختفِ أو تتبدّل بمرور الزمن. حسناتها كثيرة، وقد استفادت من ارتفاع خلوصها الأرضي الكبير وقدرات محرّكاتها المميزة، إلا أن نقاط ضعفها واضحة وتتمثّل في وزنها الثقيل الذي يقترب من الأطنان الثلاثة، ما ينعكس سلباً على معدّلات استهلاك الوقود والسلوك الديناميكي، فضلاً عن ضيق مساحة مقصورتها. آخر التحسينات والتعديلات نالتها الفئة G لعام 2016، إذ حاولت مرسيدس تعزيز قدرات المحرّكات المعتمدة بنسبة 16 في المئة، جنباً إلى جنب مع تحسين معدّلات استهلاك الوقود ونسب الانبعاثات الكربونية، مستخدمة محرّكات تتفق مع معايير «يورو 6» وقوانينه الصارمة، مع إضافة محرّك جديد فئة V8 سعة 4 ليترات لطراز G500. جاءت الخطوط الخارجية لمرسيدس الفئة G من دون تغيير جذري أو ثوري مقارنة بالطراز السابق صندوقي الهيئة، علماً أن الجديد تصميمياً تمثل بالطرازين G350d وG500 من خلال الاستعانة بصادم أمامي جديد يتضمّن فتحات تهوئة كبيرة. كما يتضمّن الصادم حساسات استشعار أمامية لركن السيارة واصطفافها، جنباً إلى جنب مع الدعامات العمودية المزيّنة بلمسات كرومية جذّابة تتناسق مع اللمسات التصميمية الأخرى حول الهيكل الخارجي. وعلى رغم أن الصادم الجديد يعزز من الطلة الرياضية للفئة G الجديدة، إلا أنه يحدّ من زاوية الدخول عموماً. وبمعزل عن الصادم الأمامي الجديد، تبرز أقواس العجلات بطابع AMG الرياضي، وقد جاءت بلون طلاء الهيكل الخارجي ذاته. كما أضافت مرسيدس- بنز مجموعة من ألوان الطلاء الخارجي الجديدة للعروض المجهزة بباقة AMG، بما في ذلك ألوان الأحمر الغني والأصفر الشمسي والأخضر والأرجواني والبرتقالي وغيرها. شبك التهوئة الأمامي الذي يتوسّطه شعار مرسيدس- بنز لم يتغير، تماماً مثل المصابيح الرئيسة مُربّعة الهيئة ذات العدسات الدائرية وصف من أضواء LED المتوهجة أثناء وضح النهار، فضلاً عن فتحات التهوئة الجانبية على الرفاريف الأمامية والغطاء الأمامي المسطّح، والمصابيح الخلفية الحمراء المثبّتة في وضعية سفلية والباب الخلفي الذي يُفتح بزاوية واسعة والملحقات الضوئية المتفرقة، وغيرها. أنيقة، مترفة... وضيقة ركّز مهندسو مرسيدس جرياً على عادتهم على الحرفية العالية ودقة التجميع النهائي، فضلاً عن عناصر الراحة والترف، من خلال تعزيز راحة الجلوس والاستعانة بأحدث أنظمة التواصل المعلوماتية، جنباً إلى جنب مع استخدام مكوّنات عالية الجودة مثل الكروم والجلود الفاخرة وألياف الكربون. من الداخل أيضاً، تبرز لوحة العدادات الجديدة التي تتضمّن مؤشرات محسنة وشاشة متعددة الاستخدام قياس 11.4 سنتم، فضلاً عن الاستعانة بمقود جديد رباعي الأذرع. وبخلاف ذلك، قدّمت ماركة شتوتغارت نسخة خاصة أطلقت عليها اسم «النسخة 463» التي تشير إلى ذلك الجيل المحسّن بعمق من الفئة G ذات الرقم الكودي 463. وهي تتوافر بلوحة قيادة من لونين، تتناسق مع مقاعد جلدية فئة Designo من لونين بدورها. كما أن الدعامات الجانبية باتت مكسوّة بجلود تشبه في طلتها ألياف الكربون مع خيوط مطرّزة لافتة على المقاعد وألواح الأبواب المركزية، ناهيك بتوافر ألياف كربون حقيقية وجلود نابا الفاخرة على مواضع عدة. ويذكر أن «النسخة 463» تتوافر فقط مع الموديلين G63 وG65. ومن ضمن تجهيزات الراحة والترف الأخرى، يبرز المكيّف الفعال الذي تمكن برمجة خياراته أوتوماتيكياً، ونظام البلوتوث لإجراء المكالمات الهاتفية من دون استخدام اليدين، ونظام «كوماند» المتصل بشاشة كبيرة، وغيرها. محرّكات نشطة استغنت الفئة G الجديدة عن محرّك طراز G550 السابق البنزيني عادي السحب سعة 5.5 ليتر فئة V8، بآخر من الفئة ذاتها لكن بسعة 4 ليترات مع شاحني هواء «توربو». ويستفيد المحرّك الجديد المدعّم بطراز G500 من تقنيات البخ المباشر للوقود وبخاخات «بيزو» مضغوطة، فضلاً عن جدران أسطوانات مطلية بتقنية Daimler Nanoslide، أكثر صلابة وقوة من تلك المصنوعة من حديد الزهر بمقدار الضعف. ويولّد المحرك المذكور 422 حصاناً وعزم 610 نيوتن متراً، كما يكفل اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 5.9 ثانية. وبالانتقال إلى باقي المحركات البنزينية، نذكر محرك طراز G63 AMG فئة V8 بسعة 5.5 ليتر، ويولّد 571 حصاناً وعزم 760 نيوتن متراً، أي أقوى بمقدار 34 حصانًا و60 نيوتن متراً من عزم الدوران مقارنة بالمحرّك السابق. كما ينطلق هذا المحرّك من السكون إلى سرعة 100 كلم/ س في غضون 5.4 ثانية. أما أقوى المحرّكات، فهو من طراز G65 AMG فئة V12 سعة 6 ليترات، يولّد 630 حصاناً مع أقصى عزم دوران يبلغ 1000 نيوتن متر، أي أقوى بمقدار 18 حصاناً مقارنة بالسابق. ويمكن معه المحرك تحقيق تسارع من صفر-100 كلم/ س خلال 5.3 ثانية فقط. وجاء محرّك الديزل الوحيد لطراز G350d من فئة V6 سعة 3 ليترات، يولّد 245 حصاناً وعزماً 600 نيوتن متر، ليحقق الانطلاق من صفر-100 كلم/ س في غضون 8.9 ثانية. وتتصل محرّكات G350d وG500 وAMG G63 بخاصية التشغيل والإبطال الآليين للمحرّك لتحسين معدّلات استهلاك الوقود، كما زوّدت الموديلات بعلبة تروس أوتوماتيكية سباعية النسب تنقل عزم الدوران لنظام دفع رباعي دائم للعجلات، مع توافر نسبة منخفضة لعلبة التروس وثلاثة تروس تفاضلية قابلة للإيصاد، ما يكفل قدرات كبيرة غير تقليدية لتلك المركبة. أما نظام التعليق، فقد شهد تعزيز المخمّدات لتحسين التحكّم بحركة الهيكل وتعزيز مستويات الراحة على الطرق المعبّدة، إضافة إلى الاستعانة بنظام متأقلم للتحكّم الإلكتروني بالثبات ESP لمزيد من الثبات والاستقرار على الطرق المرتادة. كما نالت هذه المركبة تحسينات مماثلة على أنظمة منع انغلاق المكابح ABS ومانع الانزلاق الدفعي ASR لتحسين الجرّ مع خفض مسافة التوقف عند تفعيل الكبح. كما لا يمكن غض الطرف عن الاستعانة بنظام تعليق متأقلم للمخمّدات ضمن التجهيزات الإضافية لطراز G500 يوفّر وضعيتي الرياضية والمريحة للقيادة، وغيرها.