تختلف الأولويات لدى الأشخاص الباحثين عن عمل من ناحية تفضيل المردود المادي على المستقبل الوظيفي وإمكان التطور والنجاح المهني، على رغم أهمية الراتب الذي يجب مناقشته بكل وضوح في مقابلة التوظيف لدوره في تحقيق مستوى «الرضا عن الوظيفة». وأظهرت دراسة حديثة قام بها موقع «بلومبرغ»، أن «الرضا عن الوظيفة يتأثر بعامل الشفافية بين أصحاب العمل والموظفين في شكل أكبر من مستويات الأجور»، موضحة أن «رؤساء العمل الذين يقدمون معلومات عن رواتب العاملين، يصححون في مقابلة التوظيف اعتقادات خاطئة للموظفين بالنسبة الى مستوى الأجور». وذكرت أن «64 في المئة من الموظفين الذين يتقاضون أجوراً عادلة، يشعرون بأنهم يتقاضون أجوراً أقل من متوسط السوق، لكن بعد المناقشة أدرك 21 في المئة منهم أنهم يتقاضون الأجر المناسب». وبحسب الدراسة، وجدت مؤسسة «باي سيكل» أن «الرضا الوظيفي قفز من 40 إلى 82 في المئة، بعدما ناقش مدير الشركة الرواتب مع الموظفين»، إذ إنه في بعض مقابلات العمل لا تكون مناقشة الراتب مع صاحب العمل متاحة في معظم الأحيان، ما يفسر عدم معرفة معظم الناس لمستويات الأجور في سوق العمل، وبالتالي يجدون صعوبة في تقدير الأجر المناسب لوظيفة ما، خصوصاً عندما يكون الأمر متعلقاً بهم. وشدد مدرب «أساليب الكلام» نِك مورغان على أهمية المقابلة التي ستجمع الموظف مع مسؤول التوظيف، وقال إنه «مهما كانت خلفيتنا الثقافية، فجميعنا لدينا أربعة مستويات من العلاقات، هي العامة والاجتماعية والشخصية والحميمية (من الأبعد إلى الأقرب)، ومن المهم أن تفهم هذه المستويات أثناء المقابلة». وأضاف مورغان أن «أكثر الأمور المعبّرة التي تقع بين الأشخاص تحصل على المستويين الشخصي والحميمي، وبما أن المستوى الحميمي مستبعد أثناء المقابلة، فما تريده هو الوصول إلى المستوى الشخصي مع من يجري معك المقابلة، إذا أردت منه أن يميل إلى اتخاذ قرار لصالحك». وقال نائب رئيس التسويق في «باي سيكل»، تيم لو، إن «مناقشة الأجر خلال مقابلات العمل وتحديده لا يكلف الشركة مصاريف إضافية، لكن يتطلب من الشركات تعليم المدراء كيفية مناقشة الأجور وعدم الهروب من الموضوع في مقابلة التوظيف». وقدّرت شركة «باي سيكل» أن «50 في المئة من أصحاب الشركات أخضعوا الإدرايين إلى تدريب على مناقشة وتقديم بيانات عن الأجور»، في حين أكدت أن «83 في المئة من الذين يشعرون أنهم يتقاضون أجوراً قليلة هم بالفعل يتقاضون أجوراً أقل من السوق». يذكر أن الانتشار الواسع للمعلومات عن الرواتب والأجور في شبكة الإنترنت، مكّن الباحثين عن العمل من تقدير الأجر الذي يستحقونه مع الأخذ بعين الاعتبار مؤهلاتهم وطبيعة العمل.