تجددت المخاوف من تكرار تجربة الخلايا الجذعية، نظراً لعدم ضمان وصدقية بعض الشركات الخاصة، خصوصاً في ما يتعلق باستغلالهم للعينات الخاصة في تلك الخلايا. وبين الأمل واليأس بدأت مشكلة هذه الخلايا تطل برأسها على الساحة بسبب كلفتها المادية العالية التي تصل إلى 12 ألف ريال لدى الشركات في السعودية، أي ما يقارب ثلاثة آلاف دولار، كلفة تحتسب لتجميد العينة فقط ولمدة 20 سنة. أم قيس سيدة سعودية عاشت أزمة نفسية بعد إصابة إحدى أخواتها بورم سرطاني في العظم، أدى إلى وفاتها بعد مدة طويلة من الآلام التي شهدها جميع أفراد الأسرة، وقررت تجربة تجميع الخلايا الجذعية من دم الحبل السري عند ولادتها لفائدتها في زرع النخاع لأنواع معينة من الأورام وأمراض الدم. وتقول «بعدما أنجبت طفلتي الأولى منذ سبعة أعوام وجدت إعلانات في المستشفيات عن تجميع الخلايا الجذعية وفائدتها لجميع أفراد العائلة الواحدة، ولكنني لم أفكر بها حتى بعد ولادتي لطفلي الثاني». وتضيف «إنني عند رؤيتي للمعاناة التي شعرت بها أختي حينما مرضت بورم سرطاني، تمنيت لو أنني جمعت الخلايا الجذعية لأختي، لكن بعد وفاتها بفترة عرفت أنني حامل وقررنا أنا وزوجي تجربة عملية التجميع للخلايا الجذعية، حتى يبقى لأبنائي من بعدي في حال إصابتهم بمكروه في حياتهم، أو لأتبرع بها لشخص مطابق للأنسجة أو بيعها». وأوضحت أم قيس أنها بدأت تبحث عن الشركة الأفضل لعملها، وقالت «وقعت عقداً مع شركة في مدينة دبي بكلفة 12 ألف ريال أدفع نصف القيمة يوم الولادة وعند سحب الدم، وبعد أن يتم فصل العينة كما تنص شروط العقد الموقع يتم دفع بقية المبلغ ليتم تجميد هذه الخلايا في لندن وتحفظ لديهم لمدة 20 سنة، وفي حال أردنا استخدامها يتم طلبها من قبل الشركة قبل 48 ساعة ليتم إحضارها ودفع كلفة الشحن من قبلنا». وتستغرب أم قيس من أداء الشركة، فتقول « بعد أخذ العينة، ومرور ثمانية أشهر، اتصلوا وأخبروا زوجي أن العينة فسدت بسبب عدم إحكام الغطاء عليها بعد نقلها من لندن إلى دبي، وطلبوا منه الحضور للشركة، وأخذ المبلغ المدفوع لأن العملية لم تنجح»، وتؤكد أن الشركة سحبت العينة محتجة بفسادها، لوجود شرط في العقد ينص على خسارة الطرف الأول المبلغ المدفوع لو تم فساد العينة، لتفشل العملية تماماً». وقالت «أصبحت متخوفة من تكرار التجربة مرة أخرى، مع أنني كنت أنوي عملها يوم ولادتي، لعدم ضمان الشركات ولخيبة الأمل التي أصابتني من التجربة الأولى».