طهران، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب - بدأ حسين مراشي وهو نائب سابق لرئيس الجمهورية في ايران وقريب لرئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، حكماً بالسجن مدته سنة واحدة، بعد مصادقة محكمة استئناف على الحكم الصادر في حقه، بتهمة نشر دعاية ضد الجمهورية الاسلامية. جاء ذلك في وقت أكد زعيم المعارضة مير حسين موسوي ان المعارضة لا يحق لها «الانسحاب او التراجع»، في ما يتعلق بمطالب الشعب. وقال في شريط فيديو بُث على موقعه «كلمة» لمناسبة السنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ في 21 من الشهر الجاري، ان «التراجع سيكون خيانة للإسلام والامة ودماء الشهداء»، مضيفاً: «سنواجه القضايا والمشاكل في (السنة الجديدة)». وزاد ان «تلك المطالب ستستمر، والسنة الجديدة ستكون سنة مثابرة لتحقيق هذا المطلب القانوني والمحق». وانتقد موسوي السياسة الخارجية للحكومة، معتبراً انها قد تؤدي الى فرض عقوبات جديدة على ايران، بسبب برنامجها النووي. في غضون ذلك، قال قريب لمراشي ان الاخير اقتيد الى سجن ايفين في طهران مساء الخميس، بعد مصادقة محكمة استئناف على الحكم الذي أشار خصوصاً الى مقابلة لمراشي الذي أيد موسوي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، شجع خلالها الشعب على التجمع امام سجن ايفين، احتجاجاً على اعتقال ناشطين سياسيين. وأفادت وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن الحكم يشمل منع مراشي (51 سنة) من ممارسة أي نشاط سياسي، مدى الحياة. ومراشي هو الناطق باسم حزب «كوادر البناء» (كارغوزاران) الليبيرالي الذي يضم مؤيدي رفسنجاني، وكان واحداً من النواب العشرة للرئيس السابق محمد خاتمي. في السياق ذاته، أفاد موقع «كلمة» بأن عائلات معتقلين سياسيين موقوفين في ايفين، تجمعت أمام السجن المذكور مساء الأربعاء الماضي وصباح الخميس، مطالبين بإطلاقهم. جاء ذلك في وقت أعلنت فائزة رفسنجاني ابنة الرئيس السابق، ان القضاء لم يتابع الدعوى التي قدمتها العائلة ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي كان وجّه اتهامات لها خلال حملته الانتخابية. ونفت فائزة إشاعات عن حجم ممتلكات العائلة، مشيرة الى محاولات ل»تدمير» سمعة رفسنجاني. وقالت لصحيفة «بهار»: «لا نقاط ضعف لهاشمي، لذلك يستفيدون من الإشاعات والأكاذيب المعلنة منذ سنوات في شأن أولاده، فقط من أجل النيل منه». ودعا الرئيس السابق محمد خاتمي الى «استخلاص العبرة من احداث سابقة واختيار طريق مختلف». وقال أمام مجموعة من الاصلاحيين: «يمكن تسوية كثير من القضايا، اذا أُفرج عن سجناء وتمتعت الحركات السياسة بحرية قانونية وسمح بالانتقاد ضمن الاطر القانونية و(كانت) الارض مهيأة لانتخابات حرة ونزيهة». أما رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي، فاعتبر ان «الاحداث التي وقعت بعد الانتخابات كانت مريرة ومعقدة، لكنها علمت هذا الشعب دروساً قيمة، بأن عليه الحفاظ على يقظته». ووصف خلال خطبة صلاة الجمعة، أحداث السنة الايرانية التي تنتهي في 20 من الشهر الجاري، ب«ثلاثة معارض: الاول أقامه الاجانب، والثاني أقامه مثيرو الفتنة والشغب الداخليون، والثالث أقامه الشعب الايراني المسلم». واضاف ان «المعرض الاول الذي اقامه الاجانب، كانت محتوياته الكذب والخداع والتضليل، والاجانب الذين خسروا مصالحهم أثاروا لأكثر من 9 شهور حرباً ناعمة ضد الشعب»، مشيراً الى ان «المعرض الثاني الذي أقامه مثيرو الفتنة والشغب، كانت محتوياته أيضاً الكذب والتزوير وتوجيه التهم الاستكبارية ضد الدولة الاسلامية، وقاموا بالأمر ذاته الذي كان يصبو اليه الاستكبار». وزاد ان «المعرض الثالث أقامه الشعب، ورصيده الايمان والعقيدة والبصيرة والتمسك بولاية الفقيه والتواجد في الساحة»، معتبراً ان «الشعب أفشل بذلك المعرضين اللذين اقامهما الاجانب ومثيرو الفتنة». وفي لندن، أعلن رجل الاعمال الايراني المعارض أمير جهنشاهي إنشاء جهاز يستهدف تقديم دعم مالي ولوجيستي الى جهود حركات المعارضة «التي تريد تغيير النظام» في ايران. وقال جهنشاهي الذي غادر ايران بعد الثورة عام 1979 ولجأ الى فرنسا ويقيم حالياً في لندن، ان «الحركة الخضراء لا تتمتع ببنية ولا تمثل اتجاهاً واضحاً، وليس لديها خصوصاً قيادة تؤدي الى النصر»، مضيفاً: «ما أريد القيام وما سنقوم به، هو تحويل خلايا الاستياء الى خلايا مقاومة». وأكد نيته تنظيم اضرابات طويلة في ايران، خصوصاً في قطاع النقل، بغية «تركيع هذا النظام». واعتبر جهنشاهي (49 سنة) وهو نجل آخر وزير للمال في عهد الشاه ووضع كتاب «هتلر الايراني»، في اشارة الى الرئيس محمود أحمدي نجاد، ان التظاهرات التي اعقبت إعادة انتخاب نجاد في حزيران (يونيو) الماضي، تثبت ان الشعب الايراني «ناضج» لاطاحة نظام «منقسم» على نفسه.