افتتحت في العاصمة المالطية فاليتا امس، قمة اوروبية - افريقية تستمر حتى اليوم، ويأمل الجانب الأوروبي من خلالها بإبطاء تدفّق المهاجرين الى القارة العجوز، من خلال اعطاء الدول الأفريقية تعهّدات بتقديم أموال ومساعدات أخرى. وبحثت قمة فاليتا في حلول لمشاكل بعيدة المدى مثل مساعدة أفريقيا على خلق وظائف أو مواجهة زيادة حرارة الأرض التي توسّع صحاريها، اضافة الى محاولة ابرام اتفاقات لإعادة مئات الآلاف من الأفارقة الموجودين في أوروبا من حيث اتوا. وتركز القمة اليوم، على مفاوضات تركيا التي تؤوي أكثر من مليوني لاجئ سوري في محاولة لإبطاء مغادرتهم إلى اليونان وسيكون محور مزيد من المحادثات بين زعماء الاتحاد الأوروبي وحدهم اليوم الخميس. وفيما يمارس الأوروبيون في مالطا ضغوطاً على افريقيا لتحدّ من تدفّق المهاجرين الى الاتحاد الأوروبي، فإنهم ما زالوا يعالجون هذه القضية متفرقين كما يبدو، مع بدء سلوفينيا وضع اسلاك شائكة على حدودها مع كرواتيا. وتأمل المفوضية الأوروبية بتخصيص 3.6 بليون يورو لصندوق ائتماني لأفريقيا وتعهدت بدفع نصف هذا المبلع من اجل وقف تدفق المهاجرين من افريقيا. وعلى طريق البلقان بدأت سلوفينيا التي بات استقبال اللاجئين يفوق طاقتها، بوضع اسلاك شائكة على حدودها مع كرواتيا غداة اعلانها إقامة «عقبات تقنية» لتشديد ضبطها توافد المهاجرين. وبرّرت سلوفينيا الإجراء بتوقع وصول 30 ألف شخص في الأيام المقبلة. الا ان رئيس الوزراء ميرو سيرار اكد ان حدود هذا البلد الصغير الذي يبلغ عدد سكانه ميلوني نسمة «ستظل مفتوحة». وأزمة الهجرة هذه التي تهدّد تلاحم الاتحاد الأوروبي، مستمرة على رغم اقتراب الشتاء، وسجّلت مأساة جديدة امس، مع موت 14 مهاجراً بينهم سبعة اطفال قبالة السواحل الغربية لتركيا بعد غرق مركبهم الذي كان متوجهاً الى جزيرة ليسبوس اليونانية. وتمكن خفر السواحل التركي من انقاذ 27 شخصاً آخرين لم تكشف جنسياتهم. وصرّح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك امام برلمان جزيرة ليسبوس الصغيرة الواقعة في المتوسط الثلثاء بأن «هذه القمة هي قمة للتحرك»، مذكراً بأن «الإحصاءات الأخيرة تشير الى ان 1.2 مليون شخص دخلوا بطريقة غير شرعية الى الاتحاد الأوروبي هذا العام خصوصاً عبر البحر». ويلي القمة اجتماع غير رسمي للقادة الأوروبيين بمفردهم بعدما اتفقوا على اجراء مراجعة. ويريد قادة الدول ال 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و35 بلداً افريقياً يشاركون في الاجتماع ان يعالجوا معاً في فاليتا «الأسباب العميقة» التي تدفع هذا العدد الكبير من الأفارقة الى الرحيل من بلدانهم. وكان اجتماع فاليتا تقرّر في الربيع الماضي غداة غرق سفينة اسفر عن مصرع اكثر من 800 مهاجر في المتوسط «الطريق» الذي يسلكه آلاف المهاجرين الأفارقة. ومنذ ذلك الحين انتقل مركز الاهتمام الى البلقان وإلى طالبي اللجوء السوريين الذين لا يزالون الأكثر عدداً، لكن تدفّق المهاجرين من افريقيا لم يتوقف. وقد قرر الأوروبيون ردع الذين لا يعتبرونهم لاجئين مع بعض الاستثناءات مثل الأريتريين. وكان الأريتريون الأكثر عدداً بين اكثر من 140 الف مهاجر وصلوا الى ايطاليا بحراً في 2015. لكن منظمة الهجرة الدولية احصت اكثر من 19 الف نيجيري وآلاف الصوماليين والسودانيين والغامبيين.