لم يكن قائد فريق النصر حسين عبدالغني (32 عاماً) يتوقع أن تكون نهاية موسمه الرياضي الأول مع «العالمي» حزينة ومؤلمة له شخصياً ولكل أنصار وعشاق ومحبي الفريق وذلك بعد النجاحات الكبيرة والمستويات الأدائية اللافتة التي قدمها في الأسابيع الماضية، والتألق والإبداع الذي سطره مع الكتيبة الصفراء ونجح من خلاله في إعادة عامل الثقة والهدوء والثبات لصفوف الفريق، إذ جاءت الصدمة النصراوية الكبيرة بإصابة مؤثرة للقائد المحنك كانت عبارة عن قطع في الرباط الصليبي ستخضعه لجراحة عاجلة لدى البروفيسور الشهير في إصابات الملاعب خالد نعمان، سيغيب على إثرها عبدالغني عن الملاعب أربعة أشهر ولن تشاهده جماهير الشمس التي أحبته وعشقته إلا في الموسم الرياضي المقبل. وتعرض الفتى الذهبي حسين عبدالغني المولود في يوم 21 كانون الثاني «يناير» 1977 إلى إصابته القوية في لقاء الأهلي الدوري في مسابقة كأس دوري زين السعودي في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، وحُمل اللاعب على النقالة إلى غرف تغيير الملابس في مشهد أقلق النصراويين كثيراً وأقلقهم كافة، ولكن المفاجأة السارة كانت في اليوم الثاني من الإصابة عندما تم الكشف على اللاعب وتشخيص إصابته بالتواء فقط في الركبة سيبعده عن المشاركة مع الفريق عشرة أيام فقط، ولم يلعب عبدالغني لقاء الرائد في منافسات كأس ولي العهد في بريدة لإراحته من الجهاز الطبي، ولكنّه حضر إلى هناك لتحفيز زملائه اللاعبين في بادرة رائعة لاقت أصداءً واسعة من النصراويين، وأعلن الكادر الطبي في التدريبات التي سبقت مواجهة الهلال في الدور ربع النهائي من البطولة عن جاهزية عبدالغني الكاملة وقدرته على المشاركة من بداية اللقاء في خبر سار جداً أسعد الجماهير النصراوية في كل مكان. وقاد عبدالغني القافلة الصفراء في لقاء الهلال الكبير، وربط لُفافاً عريضاً على ركبته، وتألق كعادته وأظهر أداءً باهراً جعل الفريق نداً قوياً في الشوط الأول، وجاءت المفاجأة الحزينة جاءت مع مطلع الشوط الثاني عندما سقط اللاعب أرضاً وأمسك ركبته وطالب الطبيب بعد الكشف السريع بتغييره عاجلاً من أرض النزال، ليفقد الفريق أهم وأقوى سلاح معنوي، ويخسر الفريق المواجهة بهدفين مقابل هدف في الأشواط الإضافية، ويخسر معها فرصة التأهل إلى الدور نصف النهائي من المسابقة، والخسارة الثالثة وهي الأشد إيلاماً كانت بإصابة القائد البارع الذي أثبتت الفحوص الطبية النهائية إصابته بقطع في الرباط الصليبي، ليلحق اللاعب بزميله المدافع محمد عيد الذي تعرض للإصابة نفسها مع إطلاله الأولى ومشاركته الاستهلالية مع فريقه الجديد من أمام الأهلي أيضاً، وتزامنت إصابة الثنائي مع رحيل المدافع البرازيلي المتألق إيدير ليفقد الفريق ثلاثة عناصر دفاعية كبيرة في الموسم الحالي. ويتمتع القائد الخبير والموهبة النصراوية حسين عبدالغني بصفات الظهير العصري الحقيقي من قدرات بدنية عالية وإمكانات فنية هائلة، وسرعة وحيوية، ودقة كبيرة في التمرير، ويمتلك قدماً يسرى فولاذية تجيد التسديد من مسافات بعيدة، وإحراز الأهداف الجميلة بهذه الطريقة، ويعتمد عليه مدربو المنتخب السعودي والنصر في بعض مراكز اللعب الأخرى في المحور والوسط الأيسر كلاعب جوكر مستفيدين من خبرته العريضة وقدرته العالية على اللعب في أي مركز بوتيرة الأداء المميز نفسها، وخاض معشوق الجماهير النصراوية بعض التجارب الاحترافية في مسيرته الرياضية، إذ انتقل من الأهلي لفريق الريان القطري في أيار «مايو» 2007 على سبيل الإعارة ، ثم عاد لأهلي جدة من جديد، ليغادر من بعده إلى أوروبا وتحديداً لفريق نيوشاتيل السويسري في تموز «يوليو» 2008 في تجربة احترافية لمدة عام واحد، ليستقر أخيراً في فريق النصر السعودي الذي انتقل إليه في يوليو 2009 لثلاثة أعوام، وقدم معه حتى الآن مستويات أدائية لافتة وأحرز معه بعض الأهداف الرائعة في شباك الهلال والاتفاق من تسديدات قوية بعيدة المدى، وتعتبره جماهير الشمس من أنجح وأبرز وأميز الصفقات الكروية التي أبرمها ناديها في الأعوام الأخيرة.