باريس - أ ف ب - يعيش اكثر من 800 مليون شخص في مدن الصفيح في أنحاء العالم، وهو عدد مؤهل للارتفاع في موازاة مغادرة مقيمين فيها سنوياً خصوصاً في الصين والهند، ودخول أعداد جديدة. وحذر برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية في تقريره حول «حال المدن في العالم خلال 2010-2011» من ازدياد العدد بنحو ستة ملايين شخص سنوياً إلى نحو 900 مليون عام 2020، في حال عدم اتخاذ «تدابير جذرية». ومنذ العام 2000، غادر 227 مليون شخص مدن الصفيح. ما يعني عملياً أن ظروفهم تحسنت وباتوا قادرين على الحصول على المياه وتأمين حمامات وظروف إقامة ملائمة في الإجمال. لكن بسبب النمو المتسارع جداً في المناطق المدينية، لا تزال أعداد هؤلاء مقلقة. فلا يزالون في ارتفاع من 650 مليوناً 1990 إلى 760 مليوناً عام 2000، و830 مليوناً هذه السنة. ويقول أحد واضعي هذا التقرير غورا مبوب (نشر قبل أيام من افتتاح المنتدى العالمي المديني الخامس في ريو دي جانيرو ويستمر من 22 الى 26 آذار/مارس): «تنمو المدن بوتيرة تتجاوز وتيرة تحسين ظروف العيش في مدن الصفيح». ويشدد التقرير على أن الجهود الهادفة إلى تقليص سكان الأكواخ «ليست كافية أو مرضية» وأن «الشرخ في المدن صار أسوأ من أي وقت». ويقيم نحو 3.5 بليون شخص أي نصف البشرية في المدن. وثمة أسباب لارتفاع سكان مناطق الصفيح. ويعد النمو الديموغرافي الطبيعي مسؤولاً عن خمسين في المئة منها، في حين تعزى نسبة 25 في المئة إلى النزوح من الريف إلى المدينة في مقابل 25 في المئة باقية بنتيجة توسع رقعة إقامة سكان الضواحي في القرى خصوصاً وتدريجاً صوب المدن. وتعتبر الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن البلدين الأكثر اكتظاظاً وهما الصين والهند، يحرزان تقدماً «عملاقاً في اتجاه التخلص من مدن الصفيح». على هذا النحو صارت نسبة الصينيين المقيمين في بيوت الصفيح في المدن 28.2 في المئة هذه السنة من 37.3 قبل عشر سنوات. ويذكر ادواردو لوبيث مورنيو من برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، إندونيسيا والمغرب وكولومبيا والأرجنتين وجمهورية الدومينيكان. ويقول: «تظهر الإحصاءات أن ثمة دولاً تتوصل خلال نموها وتوسعها إلى تقليص المقيمين في مدن الصفيح. إنها رسالة مهمة جداً موجهة إلى العالم النامي». لكن التقدم في أفريقيا جنوب الصحراء لا يزال بطيئاً والوضع سيئاً لأن نحو مليوني شخص يعيشون في مدن الصفيح، يتجاوزون ستين في المئة من سكان المدن في المنطقة.