افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء اليوم (الثلثاء) في الرياض، أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية مرحباً بقادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة، ومؤكداً على أهمية العلاقات بين دولها وحرص المملكة على تنميتها وتعزيزها في المجالات كافة. وقال الملك سلمان، رئيس القمة، في كلمة الافتتاح، "نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا الدولية، ونشيد بالمواقف الإيجابية لدول أميركا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية، ونتطلع إلى تنسيق مواقفنا تجاه القضايا المطروحة على الساحة الدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام". وأضاف أن "فرص تطوير العلاقات الاقتصادية واعدة ومبشرة، وتدفعنا إلى تذليل العقبات ودعم تدفق الاستثمارات وتبادل الخبرات ونقل التقنية وتوطينها والتعاون في المجالات كافة". وأشاد الملك سلمان بنمو معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات منذ انعقاد القمة الأولى في برازيليا العام 2005، ودعا إلى تأسيس "مجالس لرجال الأعمال والنظر في توقيع اتفاقات للتجارة الحرة وتجنب الازدواج الضريبي وتشجيع وحماية الاستثمارات بين دول الإقليمين". من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن "الإرادة السياسية والأرضية المشتركة من المبادئ تجاه القضايا والقيم والمبادئ الإنسانية والحضارية والاقتصادية تمهد الطريق للتعاون بين الدول العربية والدول اللاتينية". وذكر أن المنطقة العربية تشهد تطورات غير مسبوقة وتتعرض إلى تهديدات حقيقية، وتواجه بعض دول المنطقة تفككاً، مشيراً إلى أن "بعض الجماعات حاولت فرض فكرها لتغير هوية بعض الدول العربية ومن بينها مصر، مما كان سيدفع بها نحو الفوضى والانقسام". وأكد أن بلاده تشهد انطلاقة حقيقة باجتذاب استثمارات خارجية، داعياً دول أميركا الجنوبية إلى الدخول إلى السوق المصرية للاستثمار فيه. وقدّر وقوف دول أميركا الجنوبية مع قضايا الدول العربية. وقال نائب رئيس جمهورية الأوروغواي راؤول سنديك "نحن جمهورية الأوروغواي نطلع بمهمتنا تمثيل دول أميركا الجنوبية منذ ما يزيد على سنة كاملة"، مضيفاً أن "الهدف الأساس إيجاد منطقة اندماج تأخذ بعين الاعتبار مجموعة من القطاعات العامة وخصوصيات كل دولة من دول أمريكا الجنوبية". ولفت إلى "التركيز الكبير على ملف السلام والأمن الذي يعد هاجس المجتمع الدولي إلى جانب مكافحة الإرهاب والحوكمة والهجرة وملف اللاجئين والتدخل الإنساني في مجموعة من المناطق". وتابع "نشعر أننا قريبين منكم، ونتابع عن كثب مسارات السلام ومجموعة من الأزمات التي تعانيها مناطق مختلفة في العالم وخصوصاً منطقة الشرق الأوسط، ولذلك يجب أن تتكاثف الجهود من أجل أن نحل الإشكالات القائمة". وأعرب وزير خارجية البرازيل منسق دول أمريكا الجنوبية ماورو لويز ايكر فيريرا عن أمله في أن تكون القمة "تتمة لرغبة التعاون بين الإقليمين على رغم التباعد الجغرافي"، مشيراً إلى "احتضان أميركا الجنوبية جاليات واسعة من أصول عربية ما يدفعنا إلى تعزيز الروابط". وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن "القمة تؤكد أن علاقات العالم العربي مع دول أميركا الجنوبية ليست وليدة اللحظة بل تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ وترتكز إلى الموروث الثقافي المشترك الذي رسمت ملامحه حضارة الأندلس". من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن العلاقات بين الدول العربية وأميركا الجنوبية لها تاريخ كبير من خلال التبادلات التجارية، عاداً العرب المهاجرين في أميركا الجنوبية أكبر نسبة مهاجرين في العالم وكثير من المواطنين في أمريكا الجنوبية لهم أصول عربية، ما يدل على التكامل ويبعث رسالة قوية في وقت يصارع فيه العالم الكثير من الأزمات". والتقى الملك سلمان على هامش أعمال القمة ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، والأمين العام للأمم المتحدة.