كشفت مصادر أمنية ل «الحياة»، أن عناصر من قوات مكافحة الإرهاب اقتحمت مركز الرمادي من منطقتي شارع 20 والملعب، وسط تحوّل المعارك الى حرب شوارع داخل المدينة، فيما بحث مسؤولون محليون مع قادة عسكريين أميركيين أمس، في التحضيرات النهائية لتحرير الرمادي. وهربت مئات العائلات من الرمادي باتجاه القطعات العسكرية شرق المدينة وجنوبها أمس، وهي تحمل أعلاماً بيضاء، وتم نقلها الى المدن الآمنة في الحبانية والخالدية وعامرية الفلوجة. وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة»، أن «عناصر راجلة من مكافحة الإرهاب تمكنوا (أمس) من اقتحام مركز الرمادي في عملية فاجأت داعش، ووصلوا الى أطراف منطقتي الملعب وشارع 20 لتمهيد دخول دبابات الجيش. وهم يخوضون اشتباكات عنيفة في سوق خاشع وسط المدينة»، وأشار الى أن «طيران التحالف الدولي شارك في العملية وتم توفير غطاء جوي كامل لها»، ورجّح تحرير المدينة خلال يومين. وزاد أن «المعركة أصبحت أصعب مع تحوّلها الى حرب شوارع وبسبب المكامن التي زرعها التنظيم في غالبية الطرق والمنازل المهجورة التي تخشى القوات الأمنية الاحتماء فيها». وأعلن علي داود، رئيس مجلس قضاء الخالدية، شرق الرمادي، «أن عشرات العائلات الهاربة لجأت الى القطعات العسكرية المنتشرة على حدود القضاء، وقد تم التدقيق في وضعها لمنع تسلّل عناصر تنظيم داعش معها، وسمحت قوات الجيش لها بالتوجّه الى بلدات الرحالية والخالدية والحبانية وجرف الصخر». وجاءت هذه التطورات في وقت بحث محافظ الأنبار مع قادة عسكريين أميركيين مساء أمس، في حضور السفير الأميركي ستيوارت جونز، وقائد «الحشد العشائري» الفريق رشيد فليح، في التحضيرات النهائية لتحرير الرمادي. وقال مصدر مقرّب من المحافظ ل «الحياة»، أن الاجتماع عُقد بطلب من الجانب الأميركي بعد التطورات الميدانية الأخيرة في الأنبار، وأوضح أن الاجتماع بحث في عملية مسك الأرض ودور القوات الأمنية والعشائر في الملف الأمني. وأعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية أمس، أن «القوات الأمنية نفذت عملية استهدفت تجمّعات داعش في منطقة البو حياة التابعة لقضاء حديثة، وأسفرت عن قتل 65 عنصراً من التنظيم وتدمير خمس عجلات وتفكيك 75 عبوة ناسفة».