قُتل أمس ضابط إسرائيلي وأصيب جنود آخرون بتفجير عبوة ناسفة في هضبة الجولان السورية المحتلة، في «أخطر» تطور من نوعه منذ اتفاق فك الارتباط بين سورية وإسرائيل قبل 40 سنة، في وقت أعلنت الإدارة الأميركية تعليق عمل السفارة السورية في واشنطن وطرد موظفيها. وقال وزير الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط هيو روبرتسون ل «الحياة» إن الدول الغربية لا تستطيع فعلياً منع حصول انتخابات رئاسية في سورية، لكنه أشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد «مخطئ إذا كان يعتقد أنه سيحصل على الشرعية». (للمزيد) وكان ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال إن «عبوة ناسفة انفجرت عند مرور الجنود في دورية على طول الحدود الإسرائيلية - السورية»، في إشارة إلى خط وقف اطلاق النار في منطقة فك الاشتباك بين الجانبين، لافتاً إلى أن العنف في سورية سبق وأن امتد إلى الجولان، لكن الإصابات التي وقعت في صفوف الجيش الإسرائيلي هي الأسوأ بين إصابات تتكبدها إسرائيل منذ بدء الصراع السوري قبل ثلاثة أعوام. وأعلن الناطق الإسرائيلي أن تل أبيب نقلت بعد التفجير رسائل شديدة اللهجة إلى الحكومة السورية عبر القوات الدولية لفك الاشتباك (أندوف)، مشيراً إلى أن «المدفعية الإسرائيلية أطلقت عشرات القذائف على مواقع للجيش» النظامي. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو برد إسرائيلي «قوي»، وقال أمام حزب الليكود الذي يتزعمه: «سنتصرف بقوة لضمان أمن إسرائيل». وفي نيويورك، أعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان خلال إحاطة إلى مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، عن «القلق البالغ» من التوتر في الجولان. وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دو جاريك، إن «أندوف» أجرت اتصالات بالجيشين السوري والإسرائيلي، وأنها «تبلغت تأكيداً رسمياً من الجيش الإسرائيلي أنه رصد شخصاً يعبر خط النار، وأن دورية إسرائيلية أُرسلت إلى الموقع وترجل منها الجنود وعبروا السياج الفاصل، وإذ بجسم غير محدد ينفجر، ما أدى إلى وقوع جرحى بين الجنود الإسرائيليين». وفي واشنطن، باشر المبعوث الأميركي الجديد إلى سورية دانييل روبنستين مهماته أمس بإعلانه في بيان: «طوال ثلاث سنوات (منذ بدء الانتفاضة) رفض بشار الأسد أن يستمع إلى دعوات الشعب السوري له ليتنحى». وأضاف: «بعد الإعلان عن تعليق السفارة السورية قسم المصالح القنصلية، وأخذاً في الاعتبار الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري، قررنا أن من غير المقبول لأشخاص يعيّنهم هذا النظام أن يقوموا بأعمال ديبلوماسية أو قنصلية في الولاياتالمتحدة». وزاد: «على رغم الخلافات بين حكومتينا، فإن الولاياتالمتحدة تواصل المحافظة على علاقات ديبلوماسية مع دولة سورية كتعبير عن ارتباطاتنا القديمة مع الشعب السوري، وهو ما سيستمر إلى أمد طويل بعد ترك بشار الأسد السلطة». وفي لندن قال روبرتسون ل «الحياة»: «لا نستطيع وقف الأسد من إجراء الانتخابات. إنها مزورة، ولن تعني الكثير على الإطلاق، ولن تعطيه (الأسد) شرعية أبداً في نظر المجتمع الدولي. كنت أفضّل لو أنها تُرجأ كي تذهب الأطراف (السورية) إلى جنيف للتفاوض على تشكيل حكومة انتقالية بقبول متبادل (...) إذا كان النظام يعتقد أنه سيحصل على شرعية في الانتخابات، فهو مخطئ». وسئل روبرتسون عن تقارير أفادت بأن زيادة الإرهاب في سورية قد تؤدي إلى إعادة الانخراط مع النظام، فأجاب: «لن يؤدي إلى تغيير في اتجاه سياسة الدول الغربية. لن يتغير الاتجاه أبداً. إن الأسد يلقي البراميل المتفجرة على شعبه ويُقتل مدنيون، وهو رجل برأيي ورأي حكومتي، فَقَدَ شرعيته منذ زمن بعيد لحكم سورية (...) إزالة الأسد واستبداله بحكومة انتقالية منبثقة من الشعب تحكم سورية، أفضل طريقة للمضي إلى الأمام» بعملية جنيف. وقال كبير محققي الأممالمتحدة في قضايا حقوق الإنسان باولو بينيرو لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس، إن قائمة مرتكبي جرائم الحرب في سورية تضخمت مع وقوع سلسلة جديدة من الانتهاكات خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي نيويورك، اتهمت الحكومة السورية تركيا في رسالة إلى مجلس الأمن بتسهيل نقل أسلحة كيماوية لاستخدامها داخل سورية. وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الحكومة أقرت مشروع قانون لإنشاء «وكالة فضاء سورية»، من دون ان تذكر ما ستفعله تلك الوكالة، لكنها قالت إنها «هيئة عامة ذات طابع علمي بحثي».