يعد مهرجان الجنادرية «ملتقى الحضارة والتراث والثقافة» في وطن تحوّلت صحراؤه إلى «عاصمة» علم وفكر، بفعل إرادة «ملك» وهمة «أمير» وحضارة «شعب». 25 عاماً من عمر الوعي بمنجز الإنسان السعودي، كما يصفها الزميل منصور عثمان، وفي كل عام يجعلنا هذا المهرجان العالمي ننتظر عامه المقبل، لأنه أصبح جزءاً من حياتنا. في وطن أشبه ب«قارة» كبرى تختلف فيه العادات والتقاليد من منطقة إلى أخرى ومن محافظة إلى محافظة، جاء مهرجان الجنادرية ليحقق نسيج «وطن ومواطن». لقد تحقق الهدف ونجحت الفكرة، وتجاوزت رؤية السعودية كل الحدود، وبات المهرجان عالمياً بخصوصية سعودية، يؤكد ذلك هذا الحضور السنوي الكبير لشخصيات عالمية ومفكرين ومثقفين من كل دول العالم. وبكل تأكيد فإن الحدث الكبير لا يصنعه إلاّ الرجال الكبار، وفي مهرجان الجنادرية الذي ولد كبيراً، كان الأمير متعب بن عبدالله ينظر إلى البعيد قبل ما يزيد على «ربع قرن»، نعم تحقق حلم الأمير، وهو نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، والأحلام وحدها لا تحقق الأهداف والمنجزات، والمشاريع الكبيرة لا تتحقق بالأحلام، إلاّ إذا رافقها العمل والتخطيط، وهذا ما حدث في مهرجان الجنادرية، الذي تحوّل إلى عرس ثقافي عالمي وحدث بارز يقصده كل الباحثين عن التاريخ الثقافة، لكنني ومن خلال إيماني بأن الرياضة هي نوع من الثقافة، وأن بعض موروثاتنا الشعبية هي لون رياضي، فإنني أتطلع إلى أن يكون في «جنادرية المستقبل» نشاط رياضي يختص ب«نجوم الأمس»، حيث يقام لهم «يوم رياضي» يتوّج بمباراة في كرة القدم. وفي ما لو تم إدراج هذه الفكرة ضمن فعاليات المهرجان، فإن أجيالاً من اللاعبين الذين كانت لهم صولات وجولات في ملاعبنا قبل ثلاثة وأربعة وخمسة عقود، سيتمكن جيل اليوم من مشاهدتهم والتعرف عليهم، والاطلاع على ألبوماتهم وذكرياتهم، ويمكن ربط ذلك بتنظيم معرض للصور وتنظيم حوار عفوي «يومي» لمجموعة من اللاعبين مع الجمهور الزائر، بل إن دعوة فريقين من فرق الأندية الممتازة لزيارة المهرجان في كل عام، ستعزز أهداف المهرجان في ربط الماضي بالحاضر. [email protected]