تتحدد مساء اليوم هوية الفريق المرافق للوطني في رحلة الهبوط إلى أندية الدرجة الأولى، عندما يلتقي الرائد وأبها في إياب المباراة الفاصلة. إذ انتهت مواجهة الذهاب بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وتبدو فرصة الطرفين متقاربة، وإن كان الرائد يملك أفضلية التعادل السلبي أو الفوز، فيما التعادل بأكثر من هدف يرجح كفة أبها، ما يجعل الصراع على أشده للظفر بآخر بطاقات البقاء منذ أول صافرة بالمباراة. ويسعى الرائد جاهداً إلى الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور للخروج بانتصار سيكون الأثمن على الإطلاق في مشوار الفريق، والفريق الأحمر يزداد قوة عندما يلعب داخل قواعده وسبق لجماهيره، وإن زفته إلى دوري الكبار عندما قابل هجر في آخر مباريات دوري الدرجة الأولى في الموسم السابق، ويملك المدرب البرازيلي لويس أنطونيو حلولاً عدة للوصول إلى مرمى الخصم، إذ يشكل العاجي موريس كابي والشيحان قوتين ضاربتين في خط المقدمة، إذ يتحرك الثنائي بحيوية عالية ما يرهق مدافعي الفريق المقابل، كما أن بندر القرني واحمد الحربي والبرازيلي كامبو وعبدالرحمن الشريف يقومون بأدوارهم كما يجب في منطقة المناورة، ويشكل كامبو في أغلب الأحيان مهاجماً ثالثاً، ويحاول المدرب الاستفادة من الكرات العرضية من خلال الإيعاز لظهيري الجنب علي العبدلي واحمد سعد للمشاركة في الشق الهجومي، ويحتفظ البرازيلي لويس أنطونيو بالمهاجمين عبدالعزيز الكلثم وعبدالإله هوساوي والبرازيلي سينا كأوراق رابحة يزج بها متى ما دعت أحداث المباراة إلى مشاركتهم. وعلى الطرف الآخر، يدرك مدرب الضيوف صعوبة المهمة، لذا لن يتردد في السعي إلى احتواء حماسة للاعبي أصحاب الضيافة مع مستهل المباراة قبل التفكير في كيفية الوصول إلى المرمى الأحمر، والفريق الأبهاوي تحسن أداؤه الفني في شكل كبير في الجولات الأخيرة حتى وصل إلى المباراة الفاصلة، ويعتمد المدرب المغربي حسين عبيس على تكثيف المناطق الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين وتضييق المساحات على الخصوم، كما أن لاعبيه يجيدون الارتداد السريع ما يزيد من خطورة الهجمة، إذ ينطلق مازن الفرج ومرجع اليامي خلف المهاجمين محمد العامري وخالد زيلعي، ويشكل هذا الرباعي القوة الهجومية الحقيقية للفريق، وتعلّق عليهم الجماهير الأبهاوية آمالاً عريضة على اللاعبين لتثبيت أقدام الفريق موسماً آخر بين الكبار، كما أن عودة المغربي أية عزيز من الإيقاف تعزز مخططات مواطنه حسين عبيس. المباراة مهمة ومصيرية، وستكون المعركة حامية الوطيس ليس بين اللاعبين فحسب على أرض الميدان، بل حتى المدربان سيكون لهما شأن كبير في صراع التغييرات الفنية وكيفية التعامل مع مجريات اللعب، وستظل جماهير الفريقين على أعصابها حتى آخر صافرة في المباراة لمعرفة موقع فريقها في منافسات الموسم المقبل.