أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشاف فريق من العلماء دلائل أولية تفيد بإمكان وجود غرفة مخفية في قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون، ملك السلالة الفرعونية ال18، ما يدعم الاعتقاد بأنها قد تحوي قبر نفرتيتي. ونقلت «ناشونال جيوغرافيك» عن وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي قوله إن «البعثة العلمية المشتركة أجرت التجربة الأولى لقياس درجات حرارة أسطح مقبرة الملك توت عنخ آمون، مستخدمةً الأشعة الحرارية تحت الحمراء»، موضحاً أن «التحليل المبدئي للنتائج الأولية لهذا الإختبار تشير إلى وجود منطقة تختلف درجات الحرارة فيها عن بقية سطح الحائط الشمالي للقبر». وكان عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز أعد دراسة بداية العام الحالي، تشير إلى أن قبر توت عنخ آمون، يحوي مدخلين مغلقين، الأمر الذي يدعم الدلائل الجديدة التي أعلنت عنها الوزارة المصرية. وأعرب ريفز الذي ترأس مشروع «قبور العمارنة الملكية» من 1998 إلى 2002، عن اعتقاده القوي بوجود قبر نفرتيتي في وادي الملوك، معتبراً أنها «شخصية تاريخية مهمة، وأن الفترة التي عاشت فيها شهدت ازدهاراً في الفنون». وفي شباط (فبراير) الماضي، لاحظ العالم البريطاني وجود شقوق في الجدار الشمالي لقبر توت عنخ آمون تؤدي إلى مدخلين أحدهما غرفة للتخزين والأخرى أكبر حجماً «قد تكون كافية لاحتضان قبر الملكة». ويعتقد أن قبر توت عنخ آمون كان مصمماً في البداية لنفرتيتي، لكن موت الملك أجبر الكهنة على فتحه بعد 10 اعوام على وفاتها، خصوصاً ان الملك الشاب لم يملك حينها ضريحاً خاصاً به. من جهته، يميل الوزير المصري إلى الاعتقاد بأن المكان قد يحوي قبر كيا (إحدى زوجات الملك أخناتين)، موضحاً أنه «سيتم إجراء تجارب أخرى لمعرفة سبب الاختلال الحراري»، بحسب صحيفة «اندبندنت». وتوفي توت عنخ آمون عن عمر يناهز ال19 عاماً في العام 1324 قبل الميلاد، بعدما حكم لتسع سنوات، وأصبح أشهر الفراعنة المصريين بعد اكتشاف مقبرته وفيها خمسة آلاف قطعة سليمة نجت من النهب عبر العصور، على عكس معظم المقابر الفرعونية. وعُثر على هذه المقبرة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1922 في وادي الملوك بالأقصر، على يد عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر. أما نفرتيتي التي عاشت قبل 3300 عام، فهي زوجة الفرعون أخناتون، والد توت عنخ آمون، والذي تحولت مصر في عهده إلى التوحيد وعبادة إله واحد هو إله الشمس «آتون»، لكنها ليست والدة توت عنخ آمون.