حذرت السلطات النروجية اللاجئين الأفغان الذين يعبرون الحدود الروسية في اتجاه النروج من إعادة ترحيلهم مباشرة الى كابول، ودشنّت صفحة على موقع "فايسبوك" أعلنت من خلالها عن اتخاذ اجراءات أكثر صرامة ازاء طالبي اللجوء. ولفتت السلطات النروجية الى أن أعداد طالبي اللجوء الأفغان من منطقة القطب الشمالي الى أوروبا تفوق أعداد السوريين. وقال رئيس مديرية الهجرة النرويجية فرود فورفانغ للصحافين: "في السابق كان السوريون أغلب من يطلب اللجوء إلى البلاد، لكن في الفترة الأخيرة أصبح 60 في المئة من الوافدين بشكل يومي إلى النروج من افغانستان". وأضاف: "يعتقد كثير من الأفغان خطأ أن بإمكانهم الحصول على العمل والدراسة بشكل تلقائي في النروج"، مشيراً إلى أن الأفغان يعتبرون النروج آمنة نسبياً، في ظل التوتر الذي تشهده أفغانستان جرّاء المواجهات العنيفة بين الحكومة وحركة "طالبان". وأكد فورفانغ أن معظم اللاجئين السورين والأفغان يستعينون بالدراجات الهوائية لعبور الحدود، ويدخل بعضهم إلى البلاد على أنهم من سكان روسيا. وخلال هذا العام، قدم 22 الف شخص طلبات لجوء إلى النروج، 7858 منهم قدموا من سورية، و4079 منهم جاؤوا من أفغانستان. وقال فورفانغ إن عدد إجمالي طالبي اللجوء قد يصل في نهاية العام الحالي إلى 30 ألفا أو حتى 40 ألف شخص. ونشرت الحكومة النروجية في صفحة جديدة تعنى باللاجئين على "فايسبوك"، اللوائح الجديدة التي من شأنها أن تحد من تدفق اللاجئين إلى البلاد. وذكرت انها عازمة على خفض التقديمات لطالبي اللجوء بنسبة 20 في المئة، وزيادة مدة الانتظار للحصول على الإقامة الدائمة من ثلاث إلى خمس سنوات، مؤكدة انها ستعمد الى ترحيل اللاجئين في حال تحسنت الأوضاع في بلدانهم. وقال زير العدل النروجي يوران كالمير إن المعلومات الموجودة على الصفحة والمكتوبة باللغتين الإنكليزية والروسية، سيتم ترجمتها إلى لغتي الباشتو والداري قريباً. وتخطّط النروج لإعادة لاجئين سوريين قدموا إليها من طريق القطب الشمالي، إلى روسيا، بعدما اختاروا دخول أوروبا عبر طريق القطب المتجمّد. ويسلك عدد كبير من السوريين البحر المتوسط ليصلوا إلى القارة الأوروبية في شكل عام، لكنّ آخرين فضّلوا الوصول إلى أوروبا مروراً بالقطب المتجمد، هرباً من أخطار البحر والموت غرقاً. إلا أن اللاجئين بعبورهم هذه المنطقة، معرضون لأخطار من نوع آخر، حيث تتدنى حرارة القطب الشمالي في فصل الشتاء إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر. وقال رئيس شرطة كركينيس القريبة من مركز «ستورسكوغ» الحدودي، هانس موليباكن، ان «عدد السوريين الذين عبروا الحدود ارتفع كثيراً»، مشيراً إلى أن «حوالى 150 شخصاً عبروا الحدود منذ بداية العام الحالي». واعلنت مديرية الهجرة النروجية أن «حوالى 1200 شخص قطعوا الرحلة هذا العام، مقارنة بنحو عشرين فقط في العام الماضي»، وهذه الرحلة أطول لكنها مشروعة وأكثر أمناً، مقارنة بمحاولة دخول أوروبا من طريق عبور البحر المتوسط. وفرضت الشرطة غرامات تصل إلى ستة آلاف كرونة (650 يورو)، على روسيين ونروجيين نقلوا لاجئين في سياراتهم بعد عبورهم. ويُنقل اللاجئون إلى أوسلو، حيث يُسجَّل طلب لجوئهم هناك.