تخطّط النروج لإعادة لاجئين سوريين قدموا إليها من طريق القطب الشمالي إلى روسيا، بعدما اختاروا دخول أوروبا عبر الطريق المتجمد. ويسلك عدد كبير من السوريين البحر المتوسط ليصلوا إلى القارة الأوروبية في شكل عام، لكن آخرين فضلوا الوصول إلى أوروبا مروراً بالقطب المتجمد، هرباً من مخاطر البحر والموت غرقاً. إلا أن اللاجئين بعبورهم هذه المنطقة معرضون لمخاطر من نوع آخر، حيث تتدنى حرارة القطب الشمالي في فصل الشتاء إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر. وعبر عشرات السوريين الحدود بين روسيا والنروج للوصول إلى أوروبا. وقال رئيس شرطة كركينيس القريبة من مركز «ستورسكوغ» الحدودي هانس موليباكن إن «عدد السوريين الذين عبروا الحدود ارتفع كثيراً»، مشيراَ إلى أن «حوالي 150 شخصاً عبروا الحدود منذ بداية العام الحالي». وأوضح موليباكن أن «بعض المهاجرين السوريين كانوا مقيمين في روسيا منذ سنوات، وبعضهم جاؤوا بالطائرة من بلد مجاور لسورية، إلى مورمانسك في شمال غربي روسيا ومنها إلى كيركينيس». وخلال العام الماضي، عبر حوالي عشرة أشخاص من طالبي اللجوء القطب الشمالي الذي كان من المناطق الحدودية القليلة المباشرة بين الاتحاد السوفياتي السابق ودول «حلف شمال الأطلسي» إبان الحرب الباردة. وتسعى النروج إلى إعادة اللاجئين إلى روسيا بموجب إتفاق مع موسكو. وناقش وزير الخارجية النروجي بورغ بريند مع نظيره الروسي سيرغي لافروف هذه القضية في محادثة هاتفية، بحسب وزراء في الحكومة النرويجية. وقال وزير العدل النروجي، العضو في حزب «التقدم» المناهض للهجرة أندرس أنوندسن، الأربعاء الماضي إن «بعض الناس الذين يجتازون معبر ستورسكوغ الحدودي مع روسيا، عاشوا في روسيا لفترة طويلة ولديهم تصاريح إقامة دائمة هناك. وكان لديهم مكان آمن في روسيا، وقمنا بإبرام اتفاق مع روسيا لإعادتهم»، مضيفاً: «هم ليسوا هاربين من الحرب أو الفقر والجوع». واعلنت مديرية «الهجرة النروجية» إن «حوالى 1200 شخص قطعوا الرحلة هذا العام، مقارنة بنحو عشرين فقط في العام الماضي»، وهذه الرحلة أطول لكنها مشروعة، وأكثر أمناً مقارنة بمحاولة دخول أوروبا من طريق عبور البحر المتوسط. وفرضت الشرطة غرامات تصل إلى ستة آلاف كورونا (650 يورو) على روسيين ونروجيين نقلوا لاجئين في سياراتهم بعد عبورهم. ويُنقل اللاجئون إلى أوسلو حيث يسجل طلب للجوئهم هناك. وأكدت سلطات الهجرة أن أقل من 1000 سوري طلبوا اللجوء منذ بداية العام الحالي.