قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيو روبرتسون في حديث الى «الحياة» ان الدول الغربية لا تستطيع منع حصول الانتخابات الرئاسية في سورية. وأشار الى ان نتيجة هذه «الانتخابات المزورة» معروفة وهي فوز الرئيس بشار الأسد «لكنها لن تعطيه شرعية ابداً في نظر المجتمع الدولي». وكان روبرتسون يتحدث الى «الحياة» في مكتبه في وزارة الخارجية البريطانية، قائلاً ان الخبراء العسكريين يقوّمون دورياً الواقع الميداني بما في ذلك سيطرة قوات النظام مدعومة ب «حزب الله» على مدينة يبرود شمال دمشق في القلمون قرب حدود لبنان. وأوضح ان عدم تقديم لندن مساعدات عسكرية للمعارضة «نتيجة طبيعية» للتصويت في مجلس العموم العام الماضي ضد التدخل العسكري في سورية «لكن قدمنا أكبر دعم ممكن من المساعدات غير الفتاكة الى المعارضة، حيث بلغت قيمتها اكثر من 20 مليون جنيه استرليني (اضافة الى 600 مليون جنيه). هو توقف في كانون الاول (ديسمبر) الماضي (بسبب سيطرة اسلاميين على مقرات للجيش الحر). واننا نبحث حالياً كيفية زيادة الدعم في المرحلة الحالية لمساعدة المعارضة». واوضح رداً على سؤال: «من المبالغة القول ان يبرود سقطت بسبب عدم حصول المعارضة على الدعم الكافي ووضع كل اللوم علينا، وعدم تحمل المسؤولية من قبل المعارضة. لكننا نحن على اطلاع ان المعارضة تحتاج الى دعمنا اكثر من الاشارات والكلمات لتحقيق تقدم»، لافتاً الى ان دولاً اخرى في مجموعة لندن التي تضم 11 دولة من «اصدقاء سورية» تقدم دعماً عسكرياً للمعارضة و»هناك قلق لدى دول غربية ان يسقط السلاح في ايدي المتشددين. وليس صحيحاً القول اننا نمارس ضغوطات لعدم تسليم سلاح الى المعارضة الاساسية (المعتدلة). لكن نؤكد دائماً على ضرورة عدم وقوع هذه الاسلحة بأيدي المتطرفين». وسئل عن الانتخابات الرئاسية، فأجاب: «كلنا يعرف نتيجة الانتخابات. عندما عرفت سورية قبل الازمة، كنا نقول دائماً انه معروف سلفاً انه في أي انتخابات يفوز الأسد بنتيجة 99 في المئة. وأنا متأكد ان النتيجة ستكون كذلك في الانتخابات المقبلة». وزاد: «لا نستطيع وقف الأسد من إجراء الانتخابات. قلنا ان الانتخابات مزورة. لكن لا نستطيع وقفها في شكل ملموس. لن تعني الكثير على الاطلاق ولن تعطيه شرعية ابداً في نظر المجتمع الدولي. وعندما تجرى الانتخابات ستكون من دون معنى. كنت افضل لو انها ترجأ كي تذهب الاطراف الى جنيف للتفاوض على تشكيل حكومة انتقالية بقبول متبادل. اذا كانت هناك جدية لتحقيق ذلك، وآمل ان يكون الكل جدياً، فان اجراء الانتخابات لن يؤدي الى تحقيق أي تقدم في مجال تشكيل الهيئة الانتقالية. بل ان الانتخابات هي تكتيك من النظام لتأخير تشكيل الهيئة الانتقالية». وأضاف: «نفضل عدم اجراء الانتخابات. نريد كل الاطراف منخرطة بتشكيل الهيئة. احدى المشاكل في جنيف2، ان المعارضة كانت بناءة ومنخرطة جدياً في التفاوض، في حين كان ممثلو النظام غير جديين وأرادوا فقط الحديث عن الارهاب والتهرب من بحث وتفاوض حول حكومة انتقالية. اذا كان النظام يعتقد انه سيحصل على شرعية في الانتخابات، فهو مخطيء». وقال رداً على سؤال انه تحدث مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في روما قبل ايام حول الانتخابات في سورية وكان الرأي ان «الانتخابات ليست مفيدة لعملية جنيف، ويجب التخلي عنها. لكن لا نستطيع فعلياً منع الانتخابات. لو كان هناك زر لنضغطه لوقف الانتخابات لفعلنا. لكن كل ما نستطيع فعله هو زيادة الضغط للتخلي عنها والحفاظ على مسار جنيف». ولم يتفق الوزير البريطاني مع القول ان هناك علاقة مباشرة بين اجراء الانتخابات في الظروف الراهنة و «تقسيم سورية سياسياً وجغرافياً». وعن العلاقة بين الازمتين السورية والاوكرانية، قال: «من الصعب عدم الوصول الى استنتاج ان سياسة روسيا متناقضة. في سورية تقول ان هدفها الحفاظ على وحدة البلاد، في حين انها تسعى في اوكرانيا الى فصل جزء منها. روسيا لديها موقفان مختلفان. كان هناك انخراط ايجابي للروس ونرحب بدورهم في تدمير الترسانة الكيماوية. نريد ان يفعلوا اكثر في مفاوضات جنيف للتفاوض في شكل جدي لتشكيل هيئة انتقالية وتغيير الواقع على الارض. واذا استمرت ازمة اوكرانيا قد تؤثر على سورية». وسئل عن تقارير أفادت ان زيادة الارهاب في سورية قد يؤدي الى اعادة الانخراط مع النظام، فأجاب روبرتسون: «لن يؤدي الى تغيير في اتجاه سياسة الدول الغربية. لم يتغير الاتجاه ابداً. ان الأسد يلقي البراميل المتفجرة على شعبه ويُقتل مدنيون وانه رجل بحسب رأيي ورأي حكومتي فقد شرعيته منذ زمن بعيد لحكم سورية. وتجب إزالته وتشكيل حكومة انتقالية لتحل محله. إحدى النتائج الجانبية التي حصلت بسببه، هو مجيء الجهاديين الى سورية وذهاب جهاديين من بريطانيا لقتال قواته. الآن، هناك نحو 400 بريطاني في سورية. وهذا أكبر تحد نواجهه في بلدنا ونفعل كل ما نستطيع لمواجهة هذا التحدي». واضاف: «المشكلة سببها الأسد نفسه وليس المعارضة وما فعله على الارض. إزالة الأسد واستبداله بحكومة انتقالية منبثقة من الشعب تحكم سورية، افضل طريقة للمضي الى الامام. لذلك ندعم عملية جنيف». وسُئل عن صحة حصول اجتماع لرؤساء أجهزة الأمن الأميركية والأوروبية في واشنطن لتنسيق مواقفها ازاء مكافحة الارهاب، فأوضح: «لا نعلّق حول أمور أمنية، لكن الحكومات الغربية والأميركيين يعترفون بالخطر الجهادي وأسبابه وهي أفعال الأسد ونظامه، وهناك وسائل لمعالجة هذه الأمور. المفتاح هو تشجيع الناس (الغربيين) على عدم الذهاب للقتال في سورية وأي شخص يذهب يجب أن يعرف مخاطر ذهابه وتحريضه على الذهاب».