بدأ موفد الأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء الغربية كريستوفر روس أمس زيارة للمغرب في مستهل جولة إقليمية تهدف إلى درس إمكانات تحقيق تقدّم في نزاع الصحراء. وسيزور روس، إضافة إلى المغرب، موريتانيا والجزائر ومخيمات تندوف التي تؤوي مؤيدي جبهة «بوليساريو» في جنوب غربي الجزائر. وفشلت جولة مفاوضات «غير رسمية» عقدت أخيراً في ولاية نيويورك في تحقيق أي اختراق في تقريب وجهات النظر بين المغرب الذي يعرض حكماً ذاتياً موسعاً على الصحراويين وبين موقف «بوليساريو» المدعومة من الجزائر بالتمسك بحق تقرير المصير للصحراويين. ومن المقرر أن يقدّم روس تقريراً للأمين العام بان كي مون قبل انتهاء ولاية بعثة «مينورسو» في الصحراء نهاية الشهر المقبل. في غضون ذلك، دعا المغرب الدول العربية إلى «التنسيق وتوحيد الجهود في الحرب على الإرهاب». وقال وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي أمام مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس إن الأحداث الإرهابية التي سجلت في السنوات الأخيرة «أظهرت بالملموس أن الشبكات الإرهابية أصبحت تشكل خطراً وتهديداً حقيقياً للسلم في المنطقة العربية والعالم». وأضاف أن ما يزيد في خطورتها «ارتباطها الوثيق بالجريمة المنظمة وتهريب البشر والمخدرات وتبييض الأموال والاتجار في الأسلحة». وقال إن الدول العربية مدعوة الى تنسيق وتوحيد جهودها وتوفير الموارد البشرية والتقنية اللازمة، وكذلك تفعيل دور شُعَب الاتصال بين هذه الدول والتنفيذ الأمثل للاستراتيجية العربية في الحرب على الإرهاب. وعرض المسؤول المغربي إلى التحديات الأمنية التي تواجه العالم العربي، وقال إن الاتجار في المخدرات «يهدد الأمن القومي للدول»، مشيراً إلى أنه «يستعصي على كل دولة بمفردها مواجهة الظاهرة»، نظراً إلى اتساع رقعتها وامتداداتها بين الدول «وسهولة تحرك تنظيماتها وتنقلها». ودق ناقوس الخطر إزاء «مواجهة أنواع جديدة من المخدرات القوية المفعول» بدأت تغزو البلدان العربية عبر شبكات دولية توجه نشاطها نحو البلدان الأوروبية، «السوق الرئيسة للاستهلاك». واتهم شبكات إجرامية بأنها تقف وراء انتشار الهجرة غير الشرعية «وتستغل العوامل الاقتصادية والاجتماعية للتغرير بضحاياها»، وتسهيل تدفق الهجرة من بلدان الجنوب إلى دول الشمال، في إشارة الى استشراء ظاهرة المهاجرين الأفارقة والمغاربيين غير الشرعيين، بيد أنه نبّه الى أن الحلول المثلى للتصدي للظاهرة تكمن في «تحسين قنوات الهجرة الشرعية وتبسيط إجراءاتها». وأجرى الوزير الشرقاوي على هامش المؤتمر محادثات سياسية مع الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، ومع الشيخ عبدالله بن تاج بن خليفة آل ثاني وزير الشؤون الداخلية القطري، ومع سعود بن إبراهيم بن سعود البوسعيدي وزير الداخلية العُماني. كما اجتمع للمرة الأولى مع وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني، في تطور لافت بعد إقصاء بلاده من المشاركة في مؤتمر إقليمي حول الأمن في منطقة الساحل جنوب الصحراء استضافته الجزائر. وذكرت مصادر رسمية أن المحادثات عرضت الى التحديات الأمنية والقضايا التي يناقشها المؤتمر، وفي مقدمها الاستراتيجية العربية لمحاربة تبييض الأموال، والاستراتيجية العربية للحرب على الإرهاب، عبر نقص استخدام الأموال ومحاربة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. على صعيد آخر، انسحب محامون كانوا يدافعون عن المعتقلين الإسلاميين في خلية عبدالقادر بلعيرج المتهمة بتهريب الأسلحة والتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية. وقال مقربون من أولئك المعتقلين الخمسة أنهم يعتزمون تنفيذ خطة إضراب عن الطعام الأسبوع المقبل، احتجاجاً على محاكمتهم. وكانت السلطات اتهمت منتسبين الى أحزاب إسلامية مثل «البديل الحضاري» بالضلوع في تنظيم إرهابي وحيازة أسلحة ومتفجرات ودانتهم محكمة ابتدائية بالسجن سنوات طوالاً. وشرعت محكمة الاستئناف في سلا الى جوار العاصمة الرباط أمس في بحث الملف مجدداً.