أجرى وفد من الكونغرس الأميركي محادثات مع مسؤولين حكوميين ومعارضين في الخرطوم للإطلاع عن كثب على الأوضاع السياسية وأثر العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة على السودان منذ 18 سنة، بينما منعت السلطات قيادات معارضة من السفر إلى باريس للمشاركة في لقاء مع قادة التمرد يبدأ اليوم. والتقى وفد الكونغرس كلاً من وزير الخارجية إبراهيم غندور، ووزير المال بدر الدين محمود، إضافة إلى قيادات من المعارضة ركزت على العلاقات بين الخرطوم وواشنطن والأزمة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية علي الصادق للصحافيين، إن الوزير غندور أوضح للوفد الأميركي ما تعرض له السودان من تشويه متعمد، بواسطة الصحافة العالمية وإبراز السلبيات والتغاضي عن الايجابيات التي قال إنها كثيرة، محفوفة بانجازات في كل المجالات. وذكر الصادق أن الوزير بحث مع وفد الكونغرس العلاقات الثنائية، وأجاب على تساؤلاته حول العلاقة بين السودان ودولة جنوب السودان والحوار الوطني والعقوبات وأثرها على البلاد. من جهته، قال وزير المال إن الوفد الأميركي تعرف على أوضاع السودان الاقتصادية والفرص الاستثمارية الكبيرة في مجالات الزراعة والصناعة والنفط والمعادن. وأفاد أن الوفد تعرف على الإصلاحات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة رغم العقوبات الأميركية، معبّراً عن أمله في أن يسعى الطرفان لتطبيع العلاقات ورفع اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب. وأكد استمرار الحوار مع الولاياتالمتحدة وصولاً إلى مرحلة التطبيع، وجدد سعي وزارته إلى إصلاح اقتصادي في البلاد والانفتاح على دول آسيوية. وضم الوفد الأميركي ممثلين عن الحزبين الجمهوري والديموقراطي، أبرزهم الديموقراطي بيني تومسون، عضو مجلس النواب عن ولاية ميسيسيبي، وهو رئيس لجنة الأمن الداخلي في المجلس والجمهوري مارشال سانفورد، النائب عن ولاية كارولينا الجنوبية. ومن بين أعضاء الوفد أيضاً جانيس شاكوسكي، من الحزب الديموقراطي عن ولاية ألينوي وهي نائبة رئيس الكتلة التقدمية في الكونغرس وعضو لجنة الطاقة والتجارة، عضو اللجنة الدائمة للإستخبارات في الكونغرس، ومارسيا فودج عضو مجلس النواب من الحزب الديموقراطي عن ولاية أوهايو عضو لجنة التعليم الأساسي والطفولة، الرئيسة السابقة للكتلة السوداء في البرلمان. من جهة أخرى، منعت السلطات السودانية، قيادات معارضة من السفر إلى فرنسا للمشاركة في اجتماع لقوى «نداء السودان» متوقع اليوم ويستمر يومين. وقال الأمين العام لتحالف القوى الوطنية للتغيير «قوت» فرح العقار أن السلطات منعت كلاً من السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، والقيادي الشيوعي طارق عبد المجيد، ورئيس الحزب الاتحادي الموحد جلاء الأزهري، من السفر الى باريس، وصادرت وثائق سفرهم. وأفاد عقار أن المجموعة كانت تعتزم اللحاق باجتماع لقوى المعارضة يتعلق ببحث أجندة الملتقى التحضيري المنتظر عقده في أديس أبابا خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ورجّح أن لا تسمح السلطات لبقية القيادات بالمغادرة، لافتاً الى أن نائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي كانت غادرت في وقت سابق إلى القاهرة وستتوجه من هناك إلى باريس. وانتقد فرح العقار بشدة تصرف السلطات، معتبراً أنه يناقض بشكل واضح ما ظلت تردده على لسان قياداتها النافذه في الحكومة والحزب الحاكم، باتاحة الحريات السياسية وكفالة الحقوق الأساسية والتي من بينها حق التحرك والسفر. وأوضح أن قيادات المعارضة لم يبلَغوا بأي أسباب تمنعهم من السفر، كما أنهم لم يرتكبوا جرماً حتى يوضَعوا على قائمة المحظورين من المغادرة. ورأى أن منع القيادات المعارضة من السفر ليس سوى تأكيد لعدم رغبة الحكومة والحزب الحاكم في انجاح المؤتمر التحضيري المرتقب، لكنه لفت إلى أن وجود القيادات يمكن الاستعاضة عنه بالتواصل مع المجتمعين في باريس عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، وايصال كل رؤى قيادات الداخل، ما يدفع في اتجاه انجاح الملتقى المرتقب. في شأن آخر، يشارك الرئيس السوداني عمر البشير الأحد المقبل، في احتفال تقيمه الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «إيغاد» في جوبا، لتوقيع الاتفاق الأمني بين الفرقاء في دولة جنوب السودان، إيذاناً ببدء الفترة الانتقالية المنصوص عليها في اتفاق أديس أبابا للسلام بين الطرفين. وقبيل توجهه الى جوبا، يغادر الرئيس السوداني اليوم إلى المملكة العربية السعودية، للمرة الثانية بعد أسبوع من زيارته الأولى التي أنهاها منذ يومين، وذلك للمشاركة في اجتماعات القمة العربية - اللاتينية التي تستضيفها الرياض.